بازگشت

دعوة الي كل المخلصين


وفي ختام هذا الفصل أوجه الدعوة الي كل المخلصين، الذين يحملون همّ حمل الاسلام الصافي والطاهر والنقي والدقيق والعميق الي الناس بأمانة واخلاص. ويجهدون في هذا السبيل. أدعوهم الي ان يوجهوا بعضاً من اهتمامهم الي تراث هذا الشهيد السعيد، والي ان يعقدوا المؤتمرات التي يحضرها المتخصصون والعارفون لتقييم مؤلفاته رحمه الله، وتحديد ما كتبه منها بخط يده، واعتباره هو الذي يمثل آراءه النهائية التي يمكن الاعتماد عليها في مقام التأييد أو التفنيد.

والاهتمام الي جانب ذلك بالمؤلفات التي استخرجت من اشرطة التسجيل، ببذل المحاولة الجادة للتعرف علي قيمتها الحقيقية، وقدرتها علي اعطاء رأيه العلمي والنهائي المستند الي الادلة والبراهين المعقولة والمقبولة..

ولعل من المفيد هنا القيام بمقارنات فيما بينها وبين المؤلفات التي تصدي هو بنفسه لانجازها بعد تأمل، وتروٍّ وتفكير وتدبر، ليكون هذا القسم الثاني هو الذي يعطي الانطباع الحقيقي عن واقع آرائه وتوجهاته.

كما أنه قد يكون من المفيد أيضاً: التعرف علي معايير التفكي،ر التي كان رحمه الله يرتضيها حكماً، ويمارسها عملاً في مختلف الميادين، لتكون هي المرجع في الأخذ أو في الرد لما كان قد ألقاه علي الناس بطريقة الارتجال التي تسلب معها فرصة التأمل والتدقيق، ويقل معها الالتفات اليضرورة تخصيص لعام هنا، أو تقييد لمطلق هناك، وتسجيل تحفظ علي هذه القضية ورفضها، أو الالتزام بتلك القضية وتأكيدها وتأييدها من دون أي تحفظ.

الي غير ذلك من حالات تعتري حالة الارتجال والخطابة، وتقلل من درجة الدقة لدي الخطيب، ولينعكس ذلك من ثَم علي درجة التلقي والاخذ منه..

وكذلك لا بد من دراسة ما نسب اليه اعتماداً علي قصاصات، أو كتابات مذكراتية تامة أو ناقصة..

وفي جميع الاحوال نقول: ان المؤلفات التي تصدي هو للتخطيط ثم الانجاز لها تبقي هي الفيصل، وهي الاساس في الحكم، ولابد من الانتهاء اليها في الرد او في القبول..

نعم، ان لفكر الشهيد العلامة مرتضي المطهري ولكتبه تأثيراً عظيماً في المجال الثقافي؛ وذلك يفرض علينا توثيقها، والتأكد من أنها تعكس آراءه الحقيقية بدقة بالغة، فلابد من ملاحظة كل خصوصية تدخل في نطاق بلورة الرأي الذي ينتمي اليه..

فالخطابات والمحاضرات لا تمتلك نفس القدرة التي تتوفر للكتاب الذي توفرت لمؤلفه حال انجازه أجواء التأمل والهدوء، والتروي والتدبر.

نقول هذا مع تأكيدنا علي أن كتاب الملحمة الحسينية الذي عرفنا جانباً من اشكالاته، وأطلعنا علي بعض هناته ليس قادراً أبداً أن يعكس رأي الشهيد السعيد العلامة المطهري في شؤون عاشوراء..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..