بازگشت

خلاصة و بيان


ونعود الي التذكير هنا بعدة أمور:

أولها: ان من الواضح: انه ان كان ثمة من مكذوب في حديث كربلاء، فهو الشاذ النادر جداً، والقليل الذي لم يستطيعوا رغم كل ما بذلوه من جهد وعناء ان يبلغوا به الي عدد اصابع اليدين، بل هو ربما لا يصل الي ستة موارد في قضية تزيد احداثها، وما سبقها، ولحقها مما يتصل بها علي العشرات والمئات، خصوصاً فيما يرتبط بالجزئيات والتفاصيل.

وقد جاء هذا المكذوب مفضوحاً مقبوحاً، شواهد الكذب ظاهرة عليه، ظهور الشمس في رابعة النهار، ولا يكاد يخفي ذلك علي ذي مسكة.

كما انه لم يدخل في ثقافة الناس، ولن يتسني له الدخول، ولن يكون جزءاً من تاريخ عاشوراء في أي وقت.

فلا يستحق كل هذا الصخب، والضجيج، والعجيج، والتهويل، والتطويل، والتهديد والوعيد، والتحذير، والهتك، والفضيحة، والتشكيك. وما الي ذلك.

الثاني: ان هنا طائفة من الاحداث قد توهموا انها مكذوبة ومختلقة، وليس ثمة ما يشير او ما يصلح للاشارة او للدلالة علي ذلك. ومجرد الدعوي، لا تصلح دليلاً علي نفسها.

وما اعتقدوه شاهداً لذلك، لا يصلح شاهداً عليه، وبإمكان أي إنسان عاقل ان يلتفت الي وجه الخلل في الاستدلال به.

هذا علي الرغم من اننا لا نمانع من ان تكون بعض التشويهات او التصحيفات او السقطات، او الاخطاء قد لحقت ببعض النصوص، لاسباب مختلفة، قد تكون لدي الراوي، بسبب نسيانه، او اختلاط الامور عليه. او بسبب تكرر نسخ المؤلفات وتداولها. وما الي ذلك..

ولكن ذلك لا يسقط هذا النصوص عن ان تكون ذات قيمة علمية، فان هذا الامر حاصل في مختلف المصنفات والمؤلفات، حتي في تلك التي هي في اعلا درجات الاعتبار..

الثالث: ان وجود نص يعلم بانه مكذوب او غير صحيح في كتاب مّا، لا يسقط ذلك الكتاب ولا مؤلفه عن الاعتبار، وإلا لكان اللازم إسقاط أوثق الكتب, وأعظم المؤلفين عن درجة الاعتبار، اذ ربما لا يخلو كتاب من أمثال هذه الأمور، باستثناء كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مـن خلفه..

الرابع: ان الحديث الذي يعلم أنه مكذوب، اذا وجد في كتاب فان ذلك لا يعني ان مؤلف ذلك الكتاب هو الذي اختلقه ووضعه.. ما دام ان من الممكن ان يكون قد نقله عن غيره ممن يثق بنقله، او انه وضعه في كتابه وهو يشك فيه؛ لان هدفه الاستقصاء لكل شيء، ثم ترك الحكم بالصحة والفساد للعلماء والباحثين، او لأي سبب آخر..

ولأجل ذلك، فنحن لا نوافق علي ما ينسب الي الشهيد مطهري من تجريح في علماء عرفوا بالاستقامة، وبالدين، والتقوي، والورع.. من امثال الدربندي، والطريحي وغيرهما.