بازگشت

المكذوب والمختلق


إن عدداً من تلك الموارد التي اشار اليها الشهيد المطهري رحمه الله - علي ما نسب اليه في الملحمة الحسينية - هي اشبه بالقصص التي تنتجها أوهام الكذابين، حينما يتبارون فيما بينهم في مجال اجتراح حكايا التضخيم و التهويل لغرض التسلية، والتباهي الفارغ..

وهي قصص قاصرة عن ان تصبح تاريخاً يألفه العقلاء، أو يُدخِلها الكتّاب والمؤلفون ولو في دائرة الاحتمالات البعيدة لتشكلات عناصر الحدث التاريخي..

وقد نسب الي الشهيد السعيد انه ذكر طائفة من هذا القسم، وانه قد اقام الدنيا، ولم يكد يقعدها في هجمات صاعقة ماحقة، تثير رياحاً عاصفة هوجاء، و اجواء محمومة و مخيفة..

مع ان الامر ابسط من ذلك، فان اكثر هذه الاكاذيب لا يمكن ان يدخل في وجدان أو في عقل أي انسان، مهما كان أمياً و جاهلاً، وحتي ساذجاً ايضاً..

و بعضها الآخر: يكتشِف زيفه أيٍ كان من الناس بأدني مراجعة للكتب الحديثية والتاريخية..

و هذه الموارد هي التالية:

1- ان طول رمح سنان بن أنس لعنه الله، و الذي يقال انه هو الذي احتز رأس الامام الحسين عليه السلام، ستون ذراعاً، و ان هذا الرمح قد بعثه الله إليه من الجنة.. [1] .

2- ان عدد الذين حاربوا الامام الحسين عليه السلام كان ست مئة الف من الخيالة، ومليوناً من المشاة.. [2] .

او ان عددهم ثمان مئة الف [3] .

وان الامام الحسين عليه السلام قد قتل منهم ثلاث مئة الف، وقتل العباس منهم خمسة وعشرين الفاً [4] .

وفي حديث آخر لهم: ان الامام الحسين عليه السلام قد قام بعدة حملات، يقتل في كل حملة منها عشرة الآف [5] .

مع ان النص التاريخي المعتمد يقول: ان عدد جيش يزيد لعنه الله كان ثلاثين الفاً [6] أو ثمانين، أو مئة الف في اكثر الروايات [7] .

كما ان المسعودي في اثبات الوصية يقول: ان من قتلهم الامام الحسين عليه السلام بيده هم 1800رجل، وذكر محمد بن ابي طالب ان عددهم هو 1950رجلاً [8] .

3- ان هاشم المرقال قد حضر واقعة كربلاء [9] .

و من الواضح: ان هاشماً رحمه الله قد استشهد في حرب صفين التي سبقت واقعة كربلاء بنيف و عشرين سنة.

وان كنا نحتمل ان يكون ثمة سقط من الرواية، بحيث يكون الحاضر في كربلاء هو أحد ابنائه.. فسقط المضاف، وبقي المضاف اليه.. والاسقاط في الروايات يحصل بكثرة، ولكن قولهم ان لحربته ثمانية عشر شقاً يبقي بلا معني مفهوم..

4- عرس القاسم [10] فانه ايضاً من الامور التي قد لا نجد لها مبرراً مقبولاً او معقولاً..

5- ان طول يوم عاشوراء (70) ساعة [11] حيث يمكن عدّ هذا الامر من هذا القسم ايضاً.

6- و قد تكون قصة ترتيب الامام السجاد عليه السلام لأحذية الحاضرين في مأتم الإمام الحسين عليه السلام من هذا القبيل كذلك [12] .


پاورقي

[1] الملحمة الحسينية ج1 ص21.

[2] راجع الملحمة الحسينية ج1 ص34 و ج3 ص239 و 248.

[3] المصدر السابق ج3 ص239.

[4] المصدر السابق ج1 ص21 و22 وج3 ص254 عن اللؤلؤ والمرجان ص195.

[5] المصدر السابق ج3 ص246 عن اللؤلؤ والمرجان ص92.

[6] راجع: مقتل الحسين للمقرم ص240 عن آمالي الصدوق.

[7] راجع: مقتل الحسين للمقرم ص239 و240 متناً و هامشاً.

[8] الملحمة الحسينية ج3 ص254 عن اللؤلؤ و المرجان ص195.

[9] الملحمة الحسينية ج3 ص236 و 247 و 239. وراجع ج1 ص21 وعن اللؤلؤ والمرجان ص163.

[10] راجع: المصدر السابق ج1 ص20 و42 ج3 ص239 و254 عن اللؤلؤ و المرجان ص193.

[11] الملحمة الحسينية ج3 ص248 وراجع: ص239 عن اللؤلؤ والمرجان ص168.

[12] الملحمة الحسينية ج3 ص252.