بازگشت

التهويل والاستنساب


وفي سياق آخر فقد نجد لدي اولئك الذين لا يمتلكون قدرة وجلداً علي البحث، و التحليل، و التتبع، و التمحيص توجهاً نحو اسلوب الاستنساب و المزاجية في اختيار النصوص، ثم في عرض الاحداث وترصيفها، وربط بعضها ببعض، فضلاً عن تحديد مناشئها، والتكهن بآثارها..

يصاحب ذلك سعي للتحصن خلف الادعاءات العريضة و الشعارات، و التعميمات غير المسؤولة، من خلال تنميق العبارات، واختيار المصطلحات الباهرة والرنانة..

وقد يستعملون الي جانب ذلك اسلوب التهويل، والتعظيم، والتضخيم، والتفخيم لامور جزئية و صغيرة، وربما تكون خارجة عن الموضوع الأساس.

ثم تكون النتيجة هي استبعاد كثير من النصوص الصريحة والصحيحة، و التشكيك بأحداث او بخصوصيات لم يكن من الانصاف التشكيك فيها، ثم استنساب نص بعينه هنا، و عدم استنساب نص آخر هناك، الأمر الذي ينتهي بجريمة ولا أعظم منها في حق دين الله، وفي حق اصفيائه، وأوليائه، وبالتالي في حق عباده، أياً كانوا، وحيثما وجدوا..

وبالنسبة لقضية كربلاء بالذات، فان الجريمة ستكون اكثر فظاعة، وهولاً، حتي من جريمة يزيد، لان يزيد لعنه الله إنما قتل الامام الحسين عليه السلام، وهؤلاء إنما يحاولون قتل إمامة الحسين عليه السلام، والقضاء علي كل نبضات الحياة في حركته الجهادية، ليكونوا بذلك قد احرقوا سفينة النجاة، واطفأوا مصباح الهدي، او هكذا زيّن لهم.