بازگشت

احمد بن محمد الصنوبري






ما في المنـازل حاجة نقضيهـا

الا السـلام وادمع نذريهــا



وتفـجع للعين فيهـا حيـث لا

عيـش اوازيـه بعيشي فيهـا



ابكي المنازل وهي لا تدري الذي

بعـث البكاء لكنـت استبكيها



بالله يا دمـع السحـائب سقّهـا

ولئـن بخلت فأدمعـي تسقيها



يا مغرياً نفسي بوصف غريرة

اغريت عاصية علي مغريهـا



لا خير في وصف النساء فاعفني

عما تكلفنيـه مـن وصفيهـا



يا رب قافيـة حلـي امضاؤها

لم يحل ممضاها الي ممضيهـا



لا تطمعن النفـس في إعطائها

شيئاً فتطلـب فوق ما تعطيها



حبّ النبـي محمـد ووصيـه

مع حـب فاطمة وحب بنيهـا



اهل الكساء الخمسة الغرر التي

يبـني العـلا بعلاهـم بانيها



كم نعمة اوليـت يا مولاهـم

في حبهـم فالحمـد للموليهـا



ان السفـاه بترك مدحي فيهـم

فيحق لـي ان لا اكون سفيها



هم صفوة الكرم الذي اصفيـهم

ودي واصفيـت الذي يصفيها



ارجو شفاعتهـم وتلك شفـاعة

يلتـذ بـرد رجائها راجيهـا



صلّـوا علي بنت النبـي محمد

بعد الصلاة علـي النبي ابيها



وابكوا دماء لو تشاهد سفكهـا

في كربلاء لما ونـت تبكيـها



ياهولها بين الـعمائم واللهـي

تجري واسياف العـدي تجريها



تلك الـدماء لو انها تـوقي اذا

كانت دمـاء العالميـن تقيهـا



لو انّ منهـا قطرة تفـدي اذا

كنـا بنـا وبغيرنــا نفديهـا



ان الذين بغـوا اراقتهـا بغـوا

ميشومـة العقبي علـي باغيها



قتل ابن من اوصي اليه خير من

اوصي الوصايا قط او يوصيها



رفـع النـبي يميـنه بيميـنه

ليري ارتفاع يمينـه رائيهـا



في موضع اضحـي عليه منبهاً

فيـه وفيه يبـديء التشبيهـا



آخـاه في ضـم ونـوّه باسمـه

لم يأل في خيـر به تنويهـا



هـو قال (اضــاكم) علي انه

امضي قضيته التي يمضيهـا



هـو لي كهارون لموسي حبذا

تشبيه هـرون بـه تشبيـها



يومـاه يـوم للعـدي يرويهـم

جـوداً ويـوم للقنـا يرويهـا



يسع الانام مثوبـة وعقوبـة

كلتاهما تمضـي لما يمضيهـا



بيد لتشييـد المعـالي شطرهـا

ولهدم اعمـار العـدي باقيها



ومضاء صبر ما رأي راءٍ لـه

فيمـا رآه من الصدور شبيها



لو تـاه فيه قـوم موسي مـرة

اخري لأنسي قوم موسي التيها



عوجا بدار الطف بالدار التـي

ورث الهـدي اهلوه عن اهليها



نبكـي قبوراً ان بكينـا غيرها

بعض البكـاء فانمـا نعنيهـا



نفدت حياتي في شجـي وكآبة

لله مكتئـب الحيـاة شـجيهـا



بأبي عفت منكم معـالم اوجـه

اضحي بها وجه الفخار وجيها



مالي علمت سوي الصلاة عليكم

آل النبـي هديـة اهـديهـا



وأساً عليّ فـإن افأت بمقلتـي

يحدي سـوابق دمعهـا حاديها



سقيـاً لهـا فئـة وددت بأننـي

معها فسقّـاني الردي ساقيهـا



تلك التي لا ارض تحمـل مثلها

لا مثل حـاضرها ولا بـاديها



قلبي يتيـه علي القلـوب بحبها

وكـذا لساني ليس يملك تيهـا



وانـا المدلّـه بالمراثـي كلمـا

زادت ازيد بقولهـا تـدليهـا



يرثـي نفوساً لو تطيـق إبـانة

لرثت له من طول ما يـرثيها