بازگشت

دعبل بن علي الخزاعي






اتسكب دمع الـــعين بالعــبرات

وبت تقاسي شــدة الزفــرات



وتبكي لآثار لآل مـــــحمد؟!

فقد ضاق منك الصدر بالحسرات



الا فابكهم حقاً وبل علــــــيهم

عيوناً لريب الدهر مـنســكبات



ولا تنس في يوم الطفوف مصـابهم

وداهية من اعظم النــــكبات



سقي الله اجداثاً علي أرض كــربلا

مرابيع امطار من المزنـــات



وصلي علي روح الحسين حـبــيبه

قتيلاً لدي النهرين بالفلـــوات



قتيلاً بلا جرم فجـــــعنا بفـقده

فريداً ينادي: أين أين حماتي؟!



أنا الظاميء العطشان في أرض غربة

قتيلاً ومظلوماً بغــــير تراب



وقد رفعوا رأس الحسين علي القنــا

وساقوا نساءً ولهاً خــــفرات



فقل لا بن سعد: عذب الله روحــه

ستلقي عذاب النار باللـــعنات



سأقنت طول الدهر ما هبت الصــبا

وأقنت بالآصـال والـــغدوات



علي معشر ضلوا جميعاً وضيــعوا

مقال رسول الله بالشـبهـــات



وقال:



ان كنت محزوناً فمـــالك ترقد

هلا بكيت لمن بكــاه محمد



هلا بكيت علي الحسين واهـله؟

ان البكاء لمثلـهم قد يحــمد



لتضغضغ الاسلام يوم مــصابه

فالجود يبكي فقده والســودد



فلقد بكته في السـماء ملائـــك

زهر كرام راكـعون وسـجد



أنسيت اذ صـارت اليه كتــائب

فيها ابن سعد والطغاة الجحد؟



فسقوه من جرع الحتوف بمـشهد

كثر العداة به وقل المــسعد



لم يحفظوه حق النبي مـــحمد

اذ جرعوه حرارةً ما تــبرد



قتلوا الحسين فأثكلوه بســـبطه

فالثكل من بعد الحـسين مبرد



كيف القرار؟! وفي السبايا زينب

تدعو بفرط حرارة: يا أحمد



هذا حسين بالسيوف مـــبضع

متلطخ بدمــــائه مستشهد



عار بلا ثوب صريع في الثـري

بين الحوافر والسنابك يقـصد



والطيبون بنوك قـتلي حـــوله

فوق التراب ذبائح لا تلــحد



يا جد قد منعوا الفـرات وقـتلوا

عطشاً فليس لهم هنالك مورد



يا جد من ثكلي وطول مصـيبتي

ولما اعافيه أقـوم واقـــعد



وقال:



جاؤا من الشام المـشومة أهلها

للشوم يقدم جندهم ابليــــس



لعنوا وقد لعنوا بقتل امـامـهم

تركوه وهو مبضع مخــموس



وسبوا فوا حزني بنات مـحمد

عبري حواسر مالهن لبـــوس



تباً لكم يا ويلكم ارضـــيتم

بالنار؟ ذل هنالك المحــبوس



بعتم بدنيا غيركم جهلاً بـكم

عز الحياة وانه لنـــــفيس



اخزي بها من بيعة امويــة

لعنت وحظ البايعين خســيس



بؤساً لمن بايعتم وكأننـــي

بامامكم وسط الجحيم حــبيس



يا آل أحمد ما لقيتم بعــده؟

من عصبة هم في القياس مجوس



كم عبرة فاضت لكم وتقطعت

يوم الطفوف علي الحسين نفوس



صبراً موالينا فسوف نديلـكم

يوماً علي آل اللعين عــبوس



ما زالت متبعاً لكم ولامـركم

وعليه نفسي ما حييت اسـوس