بازگشت

الشريف المرتضي


وقال يرثي جده الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء سنة 413 هـ:



لك اللـيل بعد الـذاهبين طويـلا

ووفـدَ همومٍ لم يـردن ر حيـلا



ودمـعٍ إذا حبسـتـه عن سبيـله

يعـود هتوناً في الجفون هَطـولا



فياليت أسرابَ الدمـوع التي جرت

أسَـون كليـماً أو شـفين غليـلا



اخـال صحـيحاً كل يـومٍ وليـلةٍ

ويأبي الجـوي ألا أكون عليـلا



كأنـي وما أحببتُ أهوي ممَنعـاً

وأرجو ضنيـنا بالوصالِ بخيـلا



فقـل للـذي يبكي نُؤَيـاً ودِمنَـةَ

ويندب رسماً بـالعـراءِ محيـلا



عداني دمٌ لـي طُلّ بالطف إن أُري

شـجيّاً أُبكـِّي أربعـاً وطلـولا



مصـابٌ إذا قابلت بالصبرِ غر بهَ

وجـدت كثيـري في العزاءِ قليلا



ورُزءٌ حمـلتُ الثَّقـل منه كأننـي

مدي الدهـر لم أحمل سواه ثقيلا



وجدتم عُـداةَ الــدين بعد محمدٍ

الـي كلمِه في الأقـربين سبيـلا



كـأنكـم لم تنـزعـوا بمـكـانه

خشـوعاً مبيناً في الوري وخمولا



وأيُّـكم مـا عـزّ فيـنـا بـدينه؟

وقد عاش دهـراً قبل ذاك ذليـلا



فقـل لبنـي حـربٍ وآل أُميـةٍ

إذا كنتَ ترضي ان تكون قؤولا



سللـتم علي آل النبـي سيـوفهَ

مُلئنَ ثُلـوماً في الطلي وفلـولا



وقُدتم الي من قادكم من ضـلالكم

فأخـرجكم من وادييـه خيـولا



ولم تغـدروا إلا بمن كـان جـده

اليكم لتحظـوا بالنجاةِ رسـولا



وترضون ضدَّ الحزم إن كان ملككم

[بدنياً] ودينـاً دنتموه هـزيـلا



نساءُ رسـول الله عُقـرَ ديـاركم

يرجَّعن منكم لـوعةَ وعـويـلا



لهنّ ببـوغـاءِ الطفـوف أعـزةٌ

سقوا الموتَ صرفاً صبيةً وكهولا



كأنهم نـوّارُ روضٍ هَـوَت بـه

ريـاحٌ جنـوباً تـارةً وقبـولا



وأنجمُ ليـلٍ مـا علـون طـوالعاً

لأعيننـا حتـي هبطـن أُفـولا



فـأي بـدورٍ مـا محين بكـاسفٍ

وأي غصـونٍ ما لـقين ذبـولا



أمن بعد أن اعطيتمـوه عهـودكم

خفافاً الي تلك العهـود عجـولا



رجعتم عن القصد المبين تنـاكصاً

وحُلتم عن الحـق المنير حـؤولا



وقعقعتـم أبـوابـه تختلـونـه

ومن لم يرد ختلاً أصاب ختولا



فما زلـتم حتي أجـاب نـداءكم

وأي كـريم لا يجيب سـؤولا؟



فـلما دنـا ألفـاكم في كتـائبٍ

تطاولن أقطـار السباسب طـولا



متي تك منها حَجـزَةٌ أو كحجـزة

سمعت رُغاء «مضعفاً» وصهيلا



فلم يـُرَ غـلا ناكثـاً أو منكِّبـاً

وإلا قطـوعاً للـذمـام حلـولا



وإلا قعـوداً عن لـمام بنصـرهِ

وإلا جبـوهاً بالـردي خـذولا



وضغن شغـافٍ هبَّ بعد رقـاده

وأفئـدة ملأي يفضـنَ ذحـولا



وبيضاً رقيقـات الشفـار صقيلةً

وسمراً طويلات المتـون عُسـولا



ولا انتـم أفـرجتـم عن طـريقه

إلـيكـم ولا لـما أراد قُـفـولا



عزيـزٌ علي الثـاوي بطيبة أعظمٌ

نبذن علي أرض الطفوف شُكولا



وكـل كـريم لا يـلم بـريبـة

فإن سِيم قـول الفحش قال جميلا



يذادون عن ماء الفرات وقد سقوا الـ

ـشهـادة من ماءِ الفرات بـديلا



رموا بالردَّي من حيث لا يحذرونه

وغرُّوا وكم غَر الغفول غفولا



أيا يوم عـاشوراء كـم من فجيعة

علي الغر آل الله كنتَ نـزولا!



دخـلتَ علي أبيـاتهم بمصـابهم

ألا بئسما ذاك الدخـول دُخـولا



نـزعتَ شهيـدَ الله منـا وإنمـا

نزعتَ يمينـاً أو قطعتَ قليـلا



قتيــلا وجـدنا بعده ديـن أحمد

فقيـداً وعـزَّ المسـلمين قتيـلا



فلا تبخسوا بالجـور من كان ربُّه

برجـعِ الذي نازعتمـوه كفيـلا



أُحبـكم آل الـنبـي ولا أري

وإن عذلـوني عن هواي عديلا



وقلت لمن يُلـحي علي شغفـي بكم

وكم غير ذي نصـحٍ يكون عذولا



روَيـدكم لا تنحلـوني ضـلالكم

فلن ترحلـوا منـي الغداة ذلـولا



عليكم سـلام الله عيشـاً وميتـةً

وسَفراً تطيعـون النـوي وحـولا



فما زاغ قلبي عن هواكم، وأخمص

فلا زلَّ عمـا ترتضـون زليـلا