بازگشت

الـشريف الـرضي


وقال يرثي جده الشهيد:



راحلٌ أنتَ والليالي نــزولُ

ومضرٌّ بك البقاءُ الطويــلُ



لا شجــاع يبقــي فيعتنــق

البــيض ولا آمل ولا مأمول



غاية الناس في الزمـان فَناءٌ

وكذا غايـةُ الغصون الذبول



إنمـا المـرء للمنيّـة مخبوءٌ

وللطـعن تستجمُّ الخــيول



من مقيــل بيــن الضلوع الي

طول عناء وفي التراب مقيل



فهــو كالغيم ألفتّه جنوبٌ

يوم دجــنٍ ومزّقته قبول



عادة للزمان في كل يومٍ

يتنايء خِلٌ وتبكــي طلول



فالليالي عون عليك مع البين

كما ساعد الذوابــل طول



ربما وافق الفتي من زمانٍ

فــرحٌ غيـره به متبول



هي دنيا إن واصلت ذا جفت

هذا ملالاً كأنها عطبــول



كل باك يبكــي عليــه وإن

طــال بقـاء والثاكل المثكول



والأمانــيَّ حسرة وعناء

للذي ظــن إنهــا تعليل



ما يُبالي الحِمـام أين ترقي

بعدما غالت إبن فاطــم غول



أيُّ يوم أدمــي المدامع فيه

حادث رائع وخطب جليــل



يوم عاشــور الذي لا أعــان الصحب فيـه ولا أجار القبيل

يا ابن بنت الرســول ضيعـت العهدَ رجال والمحافظون قليل

ما أطاعوا النبــي فيــك وقد مالـت بأرماحهم اليك الذحول



وأحالوا علي المقاديرفي حربك

لو أن عذرهم مقبول



واستقالوا من بعد مـا أجلبــوا فيهــا أألآن أيهــا المستقيل

إن أملا قنّعت من دونه السيف لمـن حازه لمــرعي وبيــل

ياحسامــا فلّت مضاربــه الهــام وقد فلّه الحسام الصقيل

يا جوادا أدمي الجواد مـن الطعــن وولّــي ونحـره مبلول



حَجلّ الخيل من دماء الأعادي

يوم يبدو طعن وتخفي حجول



يوم طاحت أيدي السوابق في النقع وفاض الوني وغاض الصهيل



أتُرانـي أعيـر وجهي صوناً

وعلي وجهه تجـول الخيـولُ



أترانــي ألذّ مـاءً ولمــا

يُروَ مِن مهجة الأمام الغليـل



قبلّته الرماح وانتضلت فيـه

المنايــا وعانقتــه النصــول



والسبايا علي النجائب تستاق

وقد نالـت الجيــوبَ الذيــول



من قلـوب يدمي بها ناظـر

الوجد ومن أدمع مرآها الهمول



قد سُلبـن القناع عن كلِّ، وجهٍ فيه للصون من قناعٍ بديـل



وتنقبّـن بالأنامــلِ والدمعُ

علي كل ذي نقــابٍ دليـل



وتشاكيــن والشكـاةُ بكـاءٌ

وتناديـن والنـداء عويــل



لا يغبّ الحادي العنيــف

ولا يفترَّ عن رنَّةِ العديل العديل



يا غريب الديار صبري غريبٌ

وقتيلَ الأعداءِ نومي قتيــل



بــي نزاع يطغي اليك وشوق وغرام وزفــرة وعويل

ليت أني ضجيع قبــرك أو أن ثــراه بمدمعي مطلول



لا أغبَّ الطفوف في كل يوم

من طـراق الأنواءِ غيث هطول



مطــرٌ ناعم وريح شمال

ونسيم غضٌ وظِلٌّ ظليــل



يا بني أحمدٍ الي كم سناني

غائب عن طعانه ممطول



وجيادي مربوطــة والمطايا

ومقامي يروع عنه الدخيــل



كم الي كم تعلــو الطغاة وكم يحكم في كل فاضـل مفضــول



قد أذاع الغليل قلبي ولكن

غير بدع أن استطبَّ العليل



ليت أني أبقــي فامترق النــاس وفي الكفِّ صارم مسلول

وأجــرّ القنــا لثـاراتِ يوم الطف يستلحق الرعيـل الرعيل

صبغ القلب حبكم صبغة الشيب وشيبي لو لا الردي لا يحول



انا مولاكم وان كنت منكم

والدي حيدر وأمي البتول



وإذا النـاس أدركوا غاية الفخر شأآهم مَن قال جدي الرسول



يفرح الناس بي لأني فضلٌ

والأنام الذي أراه فضول



فهم بين منشــدٍ ما أقفّيــه سـروراً وسامع ما أقول

ليت شعري مَن لائمي في مقال ترتضيــه خواطر وعقول