بازگشت

علي بن حماد العبدي






هن بالعـيد إن أردت ســوائـي

أي عيـد لمسـتــاح العــزاء



ان فـي مأتمي عن العيد شـغـلا

فألــهُ عنـي وخلنـي بشـجائي



فاذا عيــد الــوري بســرور

كــان عيـدي بزفـرة وبكــاء



واذا جــددوا ثيــابهم جـددت

ثوبـي من لـوعتــي وضـنائي



واذا أدمـنوا الشـراب فشـربـي

من دمــوع ممزوجـة بدمــاء



واذا استشـعروا الغنـاء فنوحـي

وعويلـي علـي الحسين غنائي



وقليـل لو متّ همــاً ووجـدا

لمصـاب الغريــب في كـربلاء



ايهـني بعيــده من مـواليــه

أبـادتـهــم يــد الاعــداء



آه يا كــربلاء كـم فيـك مـن

كــرب لنفـس شـجية وبـلاء



أألـذ الحيـاة بعد قتـيل الـطف

ظلمــاً إذن لقــلّ حيــائـي



كيف التـذّ شـرب ماء وقد جرّ

ع كأس الردي بكـرب الظـمـاء



كـيف لا اسـلب العــزاء اذا

مثلـته عاريــاً سـليب الـرداء



كيف لا تسـكب الدمـوع عيوني

بعد تضـريــج شـيبه بالـدماء



تطأ الخيل جسمه في ثري الطف

وجسـمي يلتـذ لين الـوطــاء



بابـي زينب وقد ســبيت بالـذ

ل من خـدرهــا كسـبي الاماء



فاذا عاينتـه مـلقي عـلي التـر

ب مُعـري مجــدلا بالعــراء



أقبلـت نحوه فيسمعـها الشـمر

فتــدعو فــي خيفـة وخفـاء



ايهـا الشــمر خلنـي اتـزود

نظرة منـه فهـي أقصـي منائي



ثم تدعـو الحسـين لم يا شـققي

وابــن أمـي خلفـتني بشـقائي



يا أخي يومك العظيم بري عظمي

وأضنــي جسـمي وأوهي قوائي



يا أخـي كنت ارتجيـك لمـوتي

وحيـاتي فخــاب منـي رجائي



يا أخي لو فدي من الموت شخص

كنت أفـديك بـي وقل فـدائــي



يا أخـي لا حييت بعـدك بل لا

عشـت إلا بمــقـلـة عميـاء



آه واحسـرتي لفاطمة الصـغري

وقـد أبــرزت بـذل الســباء



كفها فوق رأسها من جوي الثكـل

وكــف خـري علـي الاحشـاء



فاذا ابصـرت أباهـا صـريعـاً

فأحصاً باليـدين في الرمضــاء



لم تطق نهضة اليـه من الضعف

فنـادتــه فـي خفـي النــداء



يا أبي من تـري ليتمي وضعفي

يا أبــي أو لمـحنتي وابتـلائي



يا بنـي أحمـد السـلام عليـكم

ما انــارت كـواكب الجـوزاء



انتـم صـفوة الآلـه من الخـلق

ومــن بعـد خاتـم الأنبيــاء



ونجوم الهـدي بنـوركم تهـدي

البـرايــا فـي حندس الظلمـاء



انا مـولاكم ابن حمـاد اعـــدد

تكـمــو في غد ليـوم جـزائي



ورجائـي أن لا أخـيب لـديكم

واعتقادي بكـم بلــوغ الرجـائي



وقال أيضاً يرثيه صلوات الله عليه:



دعا قلبـه داعـي الـوعيد فاســمعـا

وداعـي مبـادي شــيبه فـتورعـا



وأيقــن بالتـرحـال فاعتــدّ زاده

وحاذر من عقـبي الـذنـوب فاقلعـا



إلي كـم وحـتام اشـتغالـك بالمــني

وقـد مـر منـك الاطيبـان فـودعـا



أيقنـع بالتفـريـط فـي الـزاد عاقل

رأي الـرأس منـه بالمشـيب تقنـعـا



إذا نــزع الانسـان ثـوب شــبابه

فليس يري إلا الـي المـوت مسرعـا



وشـيبك توقيــع المــنون مقـدمـا

لتغـدو لـمـوت فــي غد متـوقعا



أتطمـع أن تبقــي وغيـرك ما بقـي

فلست تري للنفس فـي العيـش مطمعاً



تدافــع بالآمــال عن أخـذ إهبـة

ليـوم اذا ما حـم لـم تغـن مـدفعـا



وتسـأل عنـد المـوت ربـك رجعـة

وهيهـات أن تعـطي هنـالك مرجعـا



أمـا لـك اخـوان شـهدت وفـاتهـم

وكنت لهـم نحــو القبـول مشـيعـا



وانت فعن قرب الـي المـوت صائر

وينـعـاك للأخـوان ناع لهـم نعـي



وكـم من أخ قد كنت ورايتـه الثـري

واضجعتــه بيـن الأحبـة مضـجعا



جرت عينه النجـلا علـي صحـن خده

فاصبـح بيـن الـدود نهبا مـوزعـا



وانـت كضـيف لا محــالة راحـل

ومسـتودع ما كــان عنـدك مـوعا



تلاقي الـذي فرطت فاسـتـدرك الذي

مضي باطلا واصنع من الخيـر مصنعا



ولا تطلـب الـدنيـا الـغـرور فانمـا

هـلاكك منـها أن تغــر وتخـدعـا



فقـد جعـلت دار الفـجايع والاسـي

فلسـت تــري الا مـرزاً مفجعــا



كفـاك نجيـر الخــلـق آل محمّــد

أصـابهم سـهم المصـائب أجمعــا



تخطـفهـم ريب المـنـون بصــرفه

فأغـرب بالـرزاء فيهــم وأبدعــا



وقفـت علـي أبيـاتهـم فـرأيتهــا

خـراباً يبـابا قفــرة الجـو بلقعــا



وان لهـم فـي عرصـة الطـف وقعة

تكـاد لهـا الأطــواد أن تتـزعزعا



غـزتهـم يجيـش الحـقد امـة جدهم

ولم ترع فيهـم من لهـم كان قدرعـي



كأنـي بمـولاي الحسـين وصحبــه

وجيش ابـن سـعد حـوله قد تـجمعا



وقد قـام فيهـم خاطبــاً قائـلاً لهـم

ولـم يك من ريب المـنون ليجـزعـا



ألـم تأتني يا قـوم بالكتـب رسـلكم

تقولون عجل نحـونا السيـر مسرعـا



فـانا جميعـاً شـيعـة لـك لا نـري

لغيـرك فـي حق الأمـامة موضعـا



وقـد جئـت للعهـد الـذي لي عليكـم

فما عندكـم فـي ذاك قولوا لا سمعـا



فقالــوا له ما هـذه الكتـب كـتبنـا

فقـال لهـم خلـوا سبيـلـي لارجعـا



فقالــوا له هيهـات بل لنسـوقكــم

الــي ابن زياد كارهيـن وخضعــا



فـان لم تجيبــوا فـالاسنـة بيننـا

تجـرعكـم أطـرافهـا السـم منقعـا



فقــال لهـم يا ويلكـم فتبــاعـدوا

عن المـاء كـي نـروي فقالوا له معا



سـنوردكم حوض الـردي قبـل ورده

ومـالـوا عليـه بالاسنــةُ شـرعـا



فبـادر أصـحاب الحســيـن اليهـم

فـرادي ومثنـي حاسـريـن ودرعـا



إذا ما دنـوا نحـو الشـريعة من ظـما

رأوا دونـهـا زرق الأسـنة مشـرعا



لقـد صـبروا لا ضيـع الله صبرهـم

ولـم يـك عنـد الله صـبر مضيعـا



الي أن ثووا صرعي علي التـرب حوله

فللـه ذاك المصـرع الفـذّ مصرعـا



فهـاجوا علي المـولي وقد ظل وحـده

فقـل حُـمـر لاقت هزبـراً سـميدعا



يشــدَّ عـليهــم شــدةً علــوية

يظـل نيـاط القلـب منهـا مقـطعـا



كشـد أبيـه فـي الهيـاج وضـربه

وهـل تلـد الشـجعان إلا المشجـعـا



الـي أن هـوي عن سـرجه متعفـراً

يـلاحـظ فسـطاط النسـاء مـودّعـاً



وأقبـل شـمر الرجس فاحتـز راسه

وخلّف منـه الجسـم شـلواً مبضـعـا



وشـال سـنـان في السـنان كـريمه

كبـدر الدجـي وافي من التـمّ مطلعا



ومالـوا علـي رحل الحسـين وأهلـه

فيا يومهـم ما كـان أدهي وأفظعــا



فلـو تنظر النسـوان فـي ذلة السـبـا

يسـقن علي رغـم عطاشـي وجـوّعا



وزينـب ما تنـفـك تدعــو باختهـا

أيا أخت ركنـي قد وهي وتضعضعـا



أيا أخت مـن بعــد الحسـيـن نعـدّه

لحـادثـة الايـام حصـنـا ممنعــا



أيا أخـت هـذا اليـوم آخـر عهـدنـا

فبعـد حســين قـط لـن نتجمعــا



أيا اخت لـو أن الـذي بي من الاسـي

برضـوي إذن لا نهــدَ أو لتـزعزعا



فيـا مـؤمنـا فـي دينــه متشـيعـاً

ولا مؤمـن إلا الـذي قــد تشـيعـا



اتذبـح فـي يـوم بـه ذبـح العــدي

إمامك فاعثـر عفـر خـديك لالعــا



ويألف في عاشـور جنبـك مضـجعـا

وترب الثري أضحـي لمولاك مضجعا



ويضحك منك الثـغـر من بعـد ماغذا

به ثغــر مـولاك الحسـين مقـرّعا



وينهـب فيــه رحــل آل محمّــد

وبيتـك فيــه لا يـزال موســعـا



فياليت سـمعي صـم عن ذكـر يومـه

ويا ليـت لم يخـلق لـي الله مسمعـا



سـأبكـي دمـا بعـد الدمـوع لفقـده

وإن يك لـم يتـرك لـي الحزن مدمعا



برئت الـي الرحمـان ممـن شـناهـم

ولا زلـت أبكـيهـم الـي أن اشـيعا



ومـن ذا يلاحينـي ومـن ذا يلـومني

علـي بغض من يشنـا الشفيع المشفعا



ولائي لهـم شـفع البـرا من عـدّوهم

لـذلك أرجـوهـم غـداً لـي شـفعـا



أو الـي الـذي سمّـي لكثـرة علـمه

بطينا كمـا سـمي مـن الشرك أنزعا



واشـنا الذي لـم يقـض حـق محمّـد

وأجمـع أن تلـغي الحـقوق وتمـنعا



ومـدح ابــن حمــاد لآل محمّــد

سيجزي بيوم المـرء يجزي بما سعـي



وقال يرثيه صلوات الله عليه:



خواطر فكـري في حشـاي تجـول

وحـزنـي علـي آل النبي يطـول



أراق دمـوعـي ظلــم آل محمّـد

وذلك رزء لــو علمـت جليــل



تهـون الرزايـا عنـد ذكر مصابهم

وقتلي نفسـي في المصاب قليــل



فـذلك خطب فـي الـزمان جليـل

وأمـر عنيف فـي الانام مهــول



مصــارع أولاد النبـي بكـربـلا

يزلـزل أطـواد الحجـي ويزيــل



فايّ امـرءٍ يرنــو قبـورهم بهـا

وأحشـاؤه بالـدمــع ليـس تسيل



قبـور عليها النـور يزهـو وعندها

صعـود لا ملاك السـماء ونــزول



قبـور بها يسـتدفع الضـر والأذي

ويعطـي بهــا رب العـلي وينيل



أتيـت اليـها زائـراً يسـتشـفني

هـوي وولاء ظاهــر ودخيــل



ولما رأيـت الحَيـرَ حارت مدامعي

وكان لهـا من قبــل ذاك همـول



ومُثّـل لـي يـوم الحسـين وعظه

لاعـدائــة بالطـف وهـو يقول



أمـا فيـكم يا أيهـا النـاس راحـم

لعتـــرة أولاد النبــي وصـول



أأقتـل مظلـومـاً وقـدماً علـمتم

بأن ليس لــي فـي العالمين عديل



أليـس أبي خيـر الوصـيين كلهـم

أما أنا للـطهـر النبـي سـليــل



أما فاطـم الزهــراء أمي ويلكـم

وعمـاي حقـاً جعفــر وعقيــل



دعوني أرد مـاء الفـرات ودونكـم

لقتلـي فعنـدي بالظمـاء غليــل



فنـادوه مهـلا يا بن بنت محمّــد

فلـيس الـي ما تبتـغيه سـبيــل



ومالوا عليـه بالاسـنـة والظبـي

لهـا فـي حشـاه رنة وصـليــل



فديتك روحـي يـا حسين ومهجتي

وأنت عفير فـي التـراب جديــل



تشلّ علـي جثمـانـك الخيل شزبا

ورأســك في راس السـنان مشيل



وجسمك عريان طريـح علي الثري

عليـه خيـول الظالمـيـن تجـول



بناتكك تسـبـي كالامـاء حواسـراً

ونجـلك مــا بيـن العـداة قتيـل



وزينب تدعـو يـا حسـين وقلبهـا

جريــح لفقـدان الحسـين ثكـول



أخي يا أخي قد كـنت عزي ومنعتي

فأصـبح عـزي فيك وهو ذليــل



أخي يا أخي لم أعـط سؤلي ولم يكن

لاختـك مأمـول سـواك وســول



أخي لو رأت عينـاك ما فعل العدي

بنــا لـرأت أمـراً هنـاك يهـول



رحـلنـا سبايـا كالاماء حواسـراً

يجــدّ بنـا نحـو الشـآم رحيـل



أخي لا هنت لي بعـد فقدك عيشتـي

ولا طاب لي حتي الممـات مقيــل



اذا كنت أزمعت الرحيل فقـل لنــا

أمالــك من بعـد الرحيـل قفـول



أقول كما قد قـال من قبـل والـدي

وادمعـه بعـد البـتــول همـول



أري عـلل الدنيــا علـي كثيـرة

وصاحبهـا حتي الممـات عليــل



لكـل اجتمـاع من خليليـن فرقـة

وإن بقائـي بـعـدكــم لقـلـيـل



يريــد الفتـي أن لا يفـارق خلـّه

وليـس الي ما يبـتغيـه سبـيــل



وان افتقـادي فاطـمـا بعد أحمـد

دليــل علـي أن لا يـدوم خليـل



عليكـم سلام الله يا خيـرة الـوري

ومن فضلهـم عنــد الآلـه جليـل



بكم طـاب ميلادي فـان ودادكــم

علي طيـب ميـلاد الانــام دليـل



وانكـم أعـلي الـوري عند ربـكم

إذ الطرف في يـوم المعـاد كليــل



وان مـوازيـن الخلائــق حبكـم

خفيف لمن يـأتــي بـه وثـقيـل



وانكـم يـوم المعـاد وسيـلتــي

ومالي سـواكم في الأنــام وسيـل



فاصفيتكـم ودي ودنــت بحبـكـم

مقيمـاً عليه لـست عنـه أحــول



فسمعـا لها بكر الرثــاء إذا بـدت

تتيــه علـي أقرانهـا وتطــول



منمقـة الألفاظ مـن قـول قــادر

علي الشعر إن رام القريض يقــول



لسانـي حسام مرهـف الحدّ قاطـع

ورائي سديـد في الأمــور جميـل



وذلك فضـل من إلهـي ونـعمــة

وفضل إلهـي في العبــاد جزيـل



ألا رب مغـرور بحلمي ولـو دري

لكـان الــي خيـر الأمـور يـؤل



تشبه لي في الشعر عجزاً وسـرقة

(وليــس سـواء عـالم وجهول)



ولولا حفـاظ العهـد بيـني وبينـه

لقلـت ولـكــن الحليـم حـمـول



كفـي أن مـن يهـوي غـواة أراذل

لئـام تربـوا فــي الخنـا ونغـول



وإني بحمـد الله ما بـين عصبـة

لهــم شيــم محمـودة وعـقـول



فقل للـذي يبغـي عنـادي لحينـه

رويداً رويـداً فالحديـث يـطــول



سيعطي ابن حمـاد من الآل سـؤله

ويعلـوه ظـل فـي الأنــام ظليـل



فـآمـل آلِ الله ينـجـو وغـيـره

يتــاه به عـن قصــده ويـميـل



وقال يرثي الحسين عليه السلام:



أتشبيـبا وقـد لاح المـشيـبُ

وشيب الـرأس منقصة وعيـبُ



بياض الشيب عند البيـض عار

وداءُ مـالـه أبـداً طبـيــب



وما الانسـان قبـل الشيب إلا

سديـد قـولـه سهـم مصيـبُ



فان نـزل المشيب فذاك وعظ

نذيـر بعـده الحتـف القـريب



وليس اللهو يجمـل والتـصابي

اذا ولي الشبـاب ولا يـطيـب



فكـفـي هـذه واليـك عنـي

فمـا يغـتر بالـدنيــا لبيـب



دعيـني من دلالـك والتمنـي

فـلي جـدّ تـولاه الشحــوبُ



ولي بـالغاضرية عنـك شغل

باشجـان لهـا كبــدي تـذوبُ



وذكري للحسيـن بهـا فـؤادي

يشبب لظـي واجفاني تصـوب



لما قـد نـاله مـن آل حـرب

وما قـامت لهـم معـه حروبُ



فقـد كانـوا خـداعـا كاتبـوه

بكتب شرحـها عجـبٌ عجـيب



بانك انـت سيـدنـا فعـجـل

فقـد حنــت لرؤيتك القـلوب



وليـس لنـا إمـام فيـه رشـد

سواك ليهتـدي فيــه المريـب



ولكـن أضمروا بغضـاً وحقدا

ضغائن في الصـدور لهـا لهيبُ



تشـبّ سعيـرهـا بدر واحـد

وخيـبـر والأسـاري والقليـب



ويذكي النهــر وان لهـا لظاها

وصفيـن وهاتيـك الخطــوب



فتـلك وقـائع قتـلـت رجـالا

وضيـم بهـن شبـان وشيــب



فلمـا جــاء محتمـلا اليهـم

ونـاداهم عصـوه ولم يجيـبـوا



فقال لهــم ألا يا قـوم خنـتم

وكـان الغـدر فيكـم والشغوب



أتتـني كتبـكـم فأجبـت لمـا

دعوتم ضُرّعـاً وأنـا المجيـب



فخلا إن تخـاذلتــم سبيـلـي

فان الأرض تمـع مـن يجـوب



فقـالـوا لا سبـيـل لما تـراه

ولسـتَ تعـود عنـا أو تـؤب



ومالـوا بالأسنـة مشرعــات

تسـدُّ سبيـله منهــا الكعـوبُ



فظـل محامياً يسطــو عليهـم

بـذات شبا تواصلـها شعــوب



الي أن غالــه سهـم المنـايـا

فخر وصـدره بـدم خضيــب



وراح المـهر ينعـاه حزينــاً

يُحمحـم والصهيـل لـه نحيـبُ



فلما أن رأيـن السـرج ملـقي

بجنـبٍ والعنـان لـه جنيــب



خرجن وقلـن قد قتل المحـامي

بحومتهـا فشـقـقـت الجيـوب



وجئن صوارخـاً والشمـر جاثٍ

ليـذبحـه وفـي يـده القضـيب



فصاحت زينـب فيـه وظنّـت

تدافـعـه ومدمعهــا سـكـوبُ



تقـول له يـا شمــر دع لـي

اخـي فهـو المؤمـل والحبـيب



فما أبقـي الزمان لنــا سـواه

كفيــلاً حين نـدعـوه يجيـب



وسـاروا بالسبـاء الي يـزيـد

لأرض الشـام تحـملهن نيــب



فكـم من نـادبـات يـا أبـانا

وكم من صائحـات يـا غريـب



وظل السبط شلـواً في الفيـافي

تقلّبــه الشمـائـل والجـنـوب



وتكسوه من الحلـل الســوافي

فمنــها بـرده أبداً قشـيــب



اذا هبّت عليه الريـح طابــت

ودام لهـا بـه أرجٌ وطيـــب



ولم تــزل الأنوف تشـم منها

عبيــراً كلمـا حصل الهبـوب



فذب يا قلب من حـزن عليــه

وهـل قـلب دراه ولا يــذوب



وصَبي الـدمع يـا عينيَّ صبـاً

فما فضل السحـابـة لا تصـوب



ودونك يـا بن خير الخلق نظما

زهي فكأنـه الفنــن الرطيـب



يـوازن ما نظـمت بكـم قديماً

ذرينـي من دلالـك يا خلــوب



فمـا العبـدي عبدكـم علــي

ليطـرفكـم بمـا لا يستطيــب



رثاكـم والـدي قبلـي وأوصي

بأنـي لا أغــبُّ ولا أغـيــب



فوفوا لي الشفاعة يـوم حشـري

فقد كثرت علي صحفـي الذنـوب



ووفوا والـدي ما كان يــرجو

فسآئلـكم لعمــري لا يخيــب



سقـي اجداثـكم غيـث مـلـثّ

يروّيهـا لـه ســحّ سـكـوب



ولا زالت صلــوة الله تـتـري

عليكــم ما شـدا طيـر طروب



ولا انفــكت لعائنـة تنـوب الأ

ولي ســآؤكم فيمــا ينــوب



وقال يرثيه عليه السلام:



أري الصبر يفني والهموم تزيــد

وجسمـي يبلي والسـقــام جديـدُ



اذا ما تعمــدت السـلو لخاطـري

أبــاه فـوادٌ للهمــوم عتيـــد



وذكرني بـالحــزن والنوح والبكا

غريب بـاكنـاف الطفـوف فريـد



يــودع أهليــه وداع مفــارق

لهـم أبــد الأيـام ليــس يعـود



كأني بمـولاي الحسين وصحبــه

كانهـم بيــن الخميـس أســود



عطاشي علي شاطي الفرات فما لهم

سـبيــل الي شرب الميـاه ورود



فيا ليتنــي يوم الطفوف شهـدتهم

وكنــتُ بما جادوا هنــاك أجود



لقد صبـروا لا ضيـع الله أجرهم

الـي أن فـنـوا من حـوله وأبيدوا



وقد خر مـولاي الحسيــن مجدلا

يري كثــرة الاعداء وهو وحيـد



وجاء اليه الشمــر فاحتز رأسـه

مجييء نـحوس وافقـتـه سعـود



وساقوا السبـايا من بنــات محمد

يسوقهــم قاسـي الفــؤاد عنـيد



وفاطمة الصغــري تقول لاختهـا

وقد كضّهـا جهـدُ هنـاك جهيــد



أخي لقد ذابت من السيـر مهجتـي

سلي سائق الاضـعان اين يــريد



فقالت وقد أبدت من الثكل ضـرّها

مـقالا تكـاد الارض منـه تميــد



ونادت بصوت قـد بكي منه حاسد

فما حـال من يبكي علـيه حسـود



فني جَلَدي يابن الـوصي وليس لي

فـواد علـي ما قد لقيــت جليـد



فيا غائــباً لا يرتجي منــه أوبة

مــزارك من قـرب الديـار بعيد



ظننت بـأن تبقي فآيسني الرجــا

ويأس الرجـا أمــر علـيّ شـديد



سيعلــم أعداء الحسين ورهطــه

إذا ما هـم يـوم المـعاد أعيــدوا



وأقبلت الزهــراء فاطـم حولهـا

ملائكـة الرب الجـليـل جنــود



وفي يدها ثـوب الحسيـن مضمخ

دمـاً ودجٌ يجــري بـه ووريــد



فتبكي لهـا الأملاك كـلا وعنـدها

ينــادي منـادي الحق أيـن يزيـد



فيؤتي به سحبــاً ويؤتـي بقومـه

وأوجههـم بين الخــلائـق سـود



فيأمر ذو العــرش المجيد بقتلهـم

فان قتلـوا مـن بعـد ذاك أعيـدوا



وتقتلهــم أبنـاء فــاطم كلهــم

وشيعتهـم والعــالمـون شهــود



ويحشـرهم ربي الي نـاره التــي

يكــون بهـا للظــالمـين خلـود



إذا نضجت فيها هنــاك جلـودهم

أعيــدت لهـم من بعد ذاك جـلود



فما فعـلت عــاد قبيـح فعـالهم

ولا استحسنت ما استحسـنته ثمـود



فيا سـادتي يا آل بيــت محمــد

ومن هـم عمـاد للعلـي وعمــود



علي بـن حمـاد بمــدحكم نشـا

فكـان له عيـش بــذاك حميــد



حلفت بمــن حج الملبـون بيتـه

ووافـت له بعـد الوفـود وفــود



بأن رسول الله أكــرم من مشـي

ومن حملتـه في المهامـه قــود



وان عليـاً أفضــل الناس بعــده

وسيدهـا والنــاس بعد مســود



وان بنيه خير مـن وطـأ الحصـا

وطـهــر آبــاء له وجــدود



فلولاهــم لم يخلــق الله خلقــه

ولم يـك وعــد فيـهـم ووعيـد



وما خلقـوا إلا ليمتــحن الـوري

فيشـقي شقـيٌ أو يفــوز سعيــد



فهم علـة الايجـاد دون سـواهـم

ولولاهـم مـا كـان ثـم وجــود



عليهم ســلام الله ما ذرّ شــارق

وما اخضـر يوماً في الاراكة عود



وما حبر العبــدي فيهم مدائحــا

فيحسـن في تحـبيرهــا ويجيـد