بازگشت

علي بن حماد العبدي






دعنــي أنوح وأسعــد النـواحا

مثـلي بكـي يوم الحسين وناحـا



يوم الـحسين بكـربلاء لعمــره

أضني الجسـوم وأتلف الأرواحـا



وكسا الصباح دجي الظلام فلا تري

في يوم عاشـوراء سناً وصباحـا



يا من يسـر بيــومه من بعـده

لا نلت في كل الأمــور نجاحـا



أنسيت سبط المصطفي في كـربلاء

فـرداً تنافحه النـصول كفـاحا



عطشان تروي الكفـر من أوداجـه

حنقـاً علـيه أسنـة وصفـاحـا



متـزملا بدمـائه فـوق الثـري

يكسـوه سافي الـذاريات وشاحـا



مستشرفاً فـي رأس رمـح رأسـه

كالشمس يتخـذ البـروج رماحـا



حتـي إذا نظرت سكينـة راسـه

فـي الـرمح منتصباً عليها لاحا



والجسم عرياناً طريحاً في الثـري

قد اثخنتـه ظبي السيوف جراحا



صرخت وخرت في التراب وأقبلت

تبـكـي وتعـلن رنة وصيـاحا



يا أخت وا يتمـي ويتمـك بعـده

سـاء الصبـاح لنا الغداة صباحا



يا أخت كيف يـكون صبـر بعده

فلـقد فقـدنـا السيـد الجحجاحا



يا أخت لـو مـتنا جميعـاً قبـله

فلقد يكـون لنــا الممات صلاحا



لأجـدّدن ثياب حــزني حسـرة

ولأجعلــن لي البـكاء سـلاحا



ولاشـربن كـؤوس تنغيصـي له

ولأجعـلـن لـي المـدامع راحا



ولأجعــلن غـذاي تعـديدي له

واشـاركـن بـذلك النــواحا



حتـي أموت صبـابة وتلـهفا

وأري جفونــي بالـدموع قراحا



يا آل احمد يا مصابيـح الهدي

تهدون مصـباحاً به مصـباحــا



الله شـرفكـم وعظـم قـدركم

فينا وأوضـح أمـركم ايضاحــا



وهو القـديم وأنتـم البـادون لم

تـزلــوا بجبهـة عرشه أشباحا



أوحي بفضلـكم القـرآن وقبـله

التـوراة والانجيـل والالواحــا



وأقام كنـز الـرزق بين عبـاده

بكـم وصيـر حبـكم مفتاحــا



من ذا يقـدر قدركـم وصفاتكـم

تفنــي المـديح وتعجـز المداحا



وأنا ابن حـماد غذيت بحبـكم

والله أفصـحني بكـم أفصاحــا



عاديت من عاداكـم ووليـت من

ولاكم ووصـلت منه جـناحــا



صـلي الاله علـيكم يا سـادتي

ما ساد نجم في السمـاء ولاحــا