بازگشت

علي بن حماد العبدي






شجاك نوي الأحبـة كيف شـاءا

بـداء لا تصيــب لــه دواءا



ابانوا الصـبر عنـك غداة بانوا

ورحل عنك من رحلوا العـزاءا



واعشـوا بالبـكا عينيك لمــا

حـدا الحـادي بفـرقتهم عشاءا



لعمـر أبيك ليـس الموت عندي

وبينـهم كـما زعموا سـواءا



فـإن المـوت للمضني مـريح

ومضنـي البيـن مـزداد بلاءا



سـل العلمـاء هل علموا فسموا

سـوي داء الهــوي داءا عياءا



وهل سـاد البرية غيـر قـوم

عليهـم احمـد مد العبــاءا



رقـي جبـريل إذ جعـلوه منهم

ففاخـر كل من سكـن السمـاء



رآهـم آدم أشبـاح نــور

بسـاق العـرش مشـرقة ضياءاً



هنـاك بهم توسـل حين أخطاً

فـكفّــر ربه عنـه الخـطاءا



فمنـهم ذلك الطهـر المـرجي

علـي اذ ننيـط بـه الـرجاءا



أميـر المؤمنين أبو تــراب

ومن بتــرابه نلفي الشـفـاءا



خلـيفة ربنـا في الأرض حقا

له فـرض الـخلافـة والـولاءا



وعلمـه القضايا والـــبلايا

وفـهمه الحكـومـة والقضـاءا



وسمـاه عليــا في الـمثاني

حكيمـاً كـي يتـم له العـلاءا



واعـطاه أزمـة كـل شـيء

فليـس يخـاف من شـيء اباءا



فأبدع معجـزات لـيس تخفي

وهل للشمس قـط تـري خفـاءا



وشبهه ابـن مـريم فـي مثال

أراد بـه امتحــانا وابتـلاءا



فواضـل فضــله لو عددوها

اذن مـلأت بكثــرتها الفضاءا



إمام ما انحنــي للآت يـوما

ولم يعكف علـي العـزي انحناءا



وواخاه النبــي فلـم يخنه

كمـن قد خان بل حفـظ الأخاءا



وعـاهده فلـم يغدر ولكـن

وفاه ومـثـله حفـظ الــوفاءا



وكم عرضت له الدنيا حضورا

فجـاد بـها لعافيهـا ســخاءا



شفي بالعــلم سـائله وأغنـي

ببذل الـمـال سائلـه عطاءا



هو الصديق أول من تزكــي

وصدق أحمـد الــهادي ابتداءا



هو الفـاروق إن هم أنصفـوه

به عـرفوا السـعـادة والشقاءا



صلـوة الله دائمـــة عليه

ورحمتـه صباحاً أو مســاءا



فقد ابقت مودته بقلبــــي

نـوازع تسـتطيـر بي ارتقاءا



ولي في كــربلاء غليل كرب

يواصل ذلك الكـرب البــلاءا



غداة غدا ابن سعد مستعــداً

لقتل السبـــط ظلما واعتـداءا



فاصبـح ظاميـا مع ناصـريه

فــكل منهم يشــكو الظـماءا



ولــم يالـوا مواساة وبذلا

بأنفسـهـم لـسيدهم فــداءا



الـي أن جدلوا عـطشا فنالوا

مـن الله الـمثوبة والــجزاءا



وامسي السبــط منفردا وحيدا

ولـم يبلــغ من الماء ارتواءا



فاوغل فيـهم كالليث لمـــا

رأي في غيلـه نعمـاً وشــاءا



ولمــا أثخنوه هوا صريعـا

فـبزوه العمامـة والـــرداءا



وعلــوا رأسه في راس رمح

كبدر التــم قد نشـر الضيـاءا



وأبرزن النســاء مهتـكات

سبايا لسن يعـرفـن السبــاءا



فلما أن بصرن به صريعــاً

وقـد جعــل التراب لـه وطاءا



تغطـيه نصـولهم ولكن

حوامـي الخليل كشفت الـغطاءا



سقطن علــي الوجوه مولولات

وأعدِمـن التـصبر والــعـزاءا



تنــاديه سكينة وهي حسري

وليس بسامـــع منـها النـداءا



أبي ليـت المـــنية عاجلتني

وكـنت من المـنون لك الفـداءا



أبي لا عشت بعدك لا هنت لـي

حيـاتـي لا تمتعت البــقاءا



رجوتك أن تعيش لــيوم موتي

ولكـن خيب الــدهر الـرجاءا



أبـي لـو تنفع الـعدوي لمثلي

علي خصمي لخاصمت القـضاءا



لو أن الـموت قدمنـي وأبقي

حسـينـاً كـان أحسن ما أساءا



ابي شمت الــعدو بنا وأعطي

مناه من الشمــاتة حيث شـاءا



هتكنا بعد صون فــي خبانا

وهتكت الـعـدي منا الخبـاءا



ابي لــو تنظر الصغري بذل

تساق كـمـا يسـوقون الامـاءا



اذا سلب القنـاع الـرجس عنها

تخـمـر وجـهـها بيد حيـاءا



أبي حان الــوداع فدتك نفسي

فـعدنـي بعـد توديعـي لقـاءا



فيا قمــراً تغشـاه خسـوف

كمـا فـي التم مطلعـه أضـاءا



ويا غصناً حنت ريـح المنـايا

غضاضته كما اعتدل اسـتواءا



ويا ريـحانة لشميـم طاهـا

أعـادتـهـا ذوابـلهـم ذواءا



بكته الأرض والثـاوي علـيها

أسـي وبكـاه من سكن السـماءا



وقد بكت السمـاء عليه شجـواً

وأذرت مـن مدامعهـا دمــاءا



سيفني بالاسي عمـري عـليه

ولسـت أري لمـرزاتـي فـناءا



سأبكيــه وأسعـد من بـكاه

واجـعـل نـدبـه ابـدا عـزاءا



وامـدح آل أحـمد طول عمري

واوسـع مـن يعـاديهم هجـاءا



واحفظ عهـدهم سـراً وجهـراً

ولا أبـغـي لغيـرهم الـوفـاءا



واعتقـد الـولاء لـهم حيـاتي

ومـمن خـان عهـدهم البـراءا



وأعـلـم أنـهم خيـر البرايا

وأفضـلهـم رجـالا أو نســاءا



فمـن ناواهـم بالفضـل يوما

فلـيس برابـح إلا الـعنـاءا



ولـم يك بالـولاء لهـم مقراً

لاصـبح بـره ابدا هـبــاءا



فيا مـولاي وهــو لك انتساب

أنال بـه لـعمـرك كـبريـاءا



اليك من ابن حمـاد قــريضا

هو اليـاقـوت أو أبهـي صفـاءا