بازگشت

المعاد


قال أبوالأحرار:

» و أشهد... و أن الجنة حق، و النار حق، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور» [1] .

الاعتقاد بالمعاد من الركائز الأساسية للعقيدة الصحيحة، و هو (عنصر في كل شريعة لها صلة بالسماء، و يحتل في الأصالة و التأثير محل العمود الفقري في جسم الانسان، و بدونه تصبح الشرائع مسالك بشرية مادية لا تمت الي الله سبحانه بصلة، فقوام الشريعة هو الاعتقاد بالمبدأ و المعاد، و لأجل ذلك لا تري شريعة تتسم بأنها شريعة الهية و لو بعد تحريفها خالية من الدعوة الي الحياة الآخرة و حشر الانسان بعد الموت و اقامة الحساب و الجزاء و الثواب و العقاب.) [2] .

و هذا الأصل هو الذي يعطي القيمة و الهدف المعقول لوجود الانسان في النشأة الدنيوية، اذا لو لا ذلك لأصبحت حياته عبثا و هباء؛ لأنها سوف تنحصر في الفترة القصيرة المحدودة، و بانتهائها ينتهي أمر الانسان، و هذا ما يرفضه عقل الانسان و وجدانه؛ لأن ذلك لا يتناسب مع موقع الانسان من هذا الكون.


فان من الواضح أن الطبيعة - كل الطبيعة من حول الانسان مسخرة لخدمته و بناء حياته، فهو سيد هذا الكون في هذه الحياة، فكيف يكون وجوده خاليا من الهدف سوي أن يعيش هذه الفترة القصيرة ثم ينتهي الي العدم المطلق؟! فان ذلك ما لا يتقبله عقل الانسان السليم و لا يرتضيه هدفا لوجوده.

و هذا ما هتف به الذكر الحكيم بقوله تعالي: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم الينا لا ترجعون) [3] .

و لسنا في مجال ذكر الأدلة علي صحة الاعتقاد بالمعاد و وجوبه، و أنما نحاول الاشارة الي معطيات هذا الأصل في حياة الانسان و مدي تأثير ذلك علي سلوكه و تعامله مع الحياة و ما فيها.

و من الممكن أن نقسم الناس الي ثلاثة أصناف في موقفهم من مسألة المعاد:

الصنف الأول: المنكرون للمعاد أساسا

الصنف الثاني: الذين يدعون الايمان بالمعاد بينما سلوكهم في الحياة يكذب ذلك.

الصنف الثالث: المؤمنون بالمعاد ايمانا صادقا و فاعلا.


پاورقي

[1] تقدمت مصادره في ص 18 هامش 1.

[2] الالهيات ج 2 ص 156.

[3] المؤمنون: 115.