بازگشت

مع أبيه في المشاهد


كانت حروب الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، ومشاهده، محكَّ أهل الولاء، ومجمع أهل الصفاء، من الصفوة النُجباء، من أصحاب الرسول صلّي الله


عليه وآله وسلّم، والتابعين لهم بإحسان.

فمن أدرك الفتح لحِق به، وكان في ركبه، يُقارع الّذين خرجوا علي إمام زمانهم من:

الّذين نكثوا بيعتهم له في المدينة، ونابذوه الحرب في البصرة...، تقودهم أُمّهم علي الجَمل.

والذين بغَوا عليه في صِفّين، يقودهم مُعاوية إلي الهاوية، هو وفئته الباغية.

والّذين مرقوا من الدين، ساحِبين ذُيول الهوان في النهروان.

إنّ عليّاً عليه السلام كان محور الحقّ في عصره، يدورُ معه حيثما دار، بنصّ النبيّ المختار، وبقوله: «عليّ مع الحقّ، والحقّ مع عليّ يدور معه حيثما دار» أو «لم يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض» [1] .

وصحابة النبيّ من المهاجرين والأنصار، يتفانون في الذبّ عن الإمام ونصرته، ويتهافتون بين يديه مُضحّين بأرواحهم دونه، بعد أنْ وجدوا في شخصهِ ـ متمثلة ـ كلُّ دلائل النبوّة، ومتحقّقة عنده كلّ أخبار الرسالة.

وعمّار ـ الفاروق بين الحقّ والباطل في الفتنة ـ يأتمر بأوامره.

والنجمان المتألِّقان، السِبطان الأكرمان، سيّدا شباب أهل الجنّة في ركاب أبيهما، ويسيران في ظِلّ رايته.

وكلّ أُولئك يفتخرون أنَّهم وُفِّقوا للكون مع الإمام الذي يمثّل الحق، كما كان لأصحاب النبي الفخر بصحبته صلّي الله عليه وآله وسلّم.

وقد رووا في تسمية الاُمراء يوم الجمل:

[212] وعلي الميسرة الحسين بن عليّ.


وذكر المحلّي في تعبئة أمير المؤمنين عليه السلام لعسكره في صفّين:

علي خيل ميمنته الحسن والحسين، وعلي رجّالتها عبد الله بن جعفر، ومسلم بن عقيل وعلي الميسرة محمد بن الحنفيّة ومحمد بن أبي بكر، وعلي رجالتها هاشم بن عتبة.

وعلي جناح القلب عبد الله بن العبّاس وعلي رجالتها الأشتر، والأشعث.

وعلي الكمين: عمّار بن ياسر [2] .


پاورقي

[1] ورد باللفظ الثاني عن أُمّ سلمة رضي الله عنها، في تاريخ دمشق، لابن عساکر ترجمة الإمام علي عليه السلام (3:151) رقم 1172، ونقله الخطيب في تاريخ بغداد (14:321) رقم 7643، وورد في ترجمة سعد من تاريخ دمشق (20:157) باللفظ الأوّل عنها، ونقله في مجمع الزوائد (7:236).

[2] الحدائق الوردّية (ص40).