بازگشت

المظاهر الخلقية


كان الحسين عليه السلام يُشبَّهُ بجدّه الرسول في الخِلْقة واللونِ، ويقتسمُ الشَبَهَ به صلّي الله عليه وآله وسلّم مع أخيه الحَسَن.

ولا غَرْوَ، فهما فِلقتان من ثمرة واحدة من الشجرة التي قالَ فيها رسولُ الله صلّي الله عليه وآله وسلّم:

[164] أنا الشجرة، وفاطمة أصلها ـ أو فرعها ـ وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، فالشجرة أصلها في جنّة عَدْن، والأَصل والفرع واللقاح والثمر والورق في الجنّة [1] .

روي ذلك عبد الرحمن بن عوف قائلاً: ألا تسألوني قبل أن تشوبَ الأحاديثَ الأباطيلُ!

فالحسنُ أشبَهَ جدَّه ما بين الصدر إلي الرأس، والحسين أشبهه ما كان أسفل من ذلك من لدن قدميه إلي سرّته.

وكان الإمام عليّ عليه السلام يُعلنُ عن ذلك الشَبَه، ويقول:

[47]: من سرّه أن ينظر إلي أشبه الناس برسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ما بين عنقه وثغره، فلينظر إلي الحسن.

ومن سرّه أن ينظر إلي أشبه الناس برسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم ما بين عنقه إلي كعبه خَلقاً ولوناً، فلينظر إلي الحسين بن عليّ.

وقال في حديث آخر: [45] اقتسما شَبَهَهُ [2] .

ليكون وجودهما ذكري، وعبرةً:

استمراراً لوجود النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم في العيون، مع ذكرياته في القلوب، وأثره في العقول.


وعبرةً للتاريخ، يتمثّل فيه للقاتلين حسيناً، والضاربين بالقضيب ثناياه، أنهم يقتلون الرسول ويضربون ثناياه.

ولقد أثار ذلك الشَبَهُ خادِمَ الرسول: أنسَ بن مالك لَمّا رأي قضيبَ ابن زياد يَعْلو ثنايا أبي عبد الله الحسين حين أُتي برأس الحسين، فجعلَ ينكتُ فيه بقضيب في يده، فقال أنس:

[48] أما إنّه كانَ أشبههما بالنبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم.


پاورقي

[1] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:3 ـ 124).

[2] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:3 ـ 124).