بازگشت

اسمه


الحسين

عن عليّ عليه السلام:

[16] لمّا ولد الحسن سمّاه «حمزة». فلمّا وُلِدَ الحسين سمّاه بعمّه «جعفر».

قال عليّ: فدعاني رسول الله صلّي الله عليه وآله وسلّم فقال: «إنّي اُمرتُ أن اُغيّر اسم ابنَيَّ هذين».

فقلت: الله ورسوله أعلم.

فسمّاهما «حسناً» و «حسيناً» [1] .

وإذا كان عليٌّ يُحاول أن يُخَلّد باسم ابنيه ذكر عمّه حمزة، وأخيه جعفر، وتفاؤلاً أن يخلفاهما في النضال والهمّة والمجد، فإنّ الوحي الذي لا ينطق الرسول إلاّ عنه، قد حكم لهما باسمين آخرين، وأمَرَ الوحيُ الرسول الكريم أن يُبلِّغَ هذا الحكم، فلم يجد من عليٍّ غير التسليم لأمر السماء.

والاسمان السماويّان هما:

«الحسن والحسين، اسمان من أسماء أهل الجنّة، لم يكونا في الجاهلية» [2] .

ويؤكّد الرسولُ علي هذه التسمية فيُعْلِنُ عن أسباب اختيارها، فيما رواه سلمان، قال:


[22] قال رسول الله: سمّي هارون ابنيه «شَبَراً» و «شُبَيْراً» وإنّي سَمَّيتُ ابنَيَّ الحسنَ والحُسَيْنَ بما سمّي به ابنيه: شَبَراً، وشُبَيْراً.

إنّ الرسولَ إذْ يعلّل تسمية الحسن والحسين، بما فعل هارون، يذكّر بما لاسم هارون من ربط بشأن أبي الحسن والحسين، وما جاء عن الرسول من حديث «المنزلة» حين أعلن فيه النبيّ صلّي الله عليه وآله وسلّم بقوله: «عليٌّ منّي بمنزلة هارون من موسي، إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي» الذي خرّجه بعض الحّفَاظ بـ «500» إسناد، وعدّ في المتواتر [3] .

فإذا كان عليّ بمنزلة هارون في الخلافة، والوزارة، فليكن اسما ابنيه كاسمي ابني هارون، ليدلاّ علي التنزيل منزلته في جميع الشؤون، بلا استثناء سوي النبوّة التي ختمت بالرسول صلّي الله عليه وآله وسلّم.


پاورقي

[1] مختصر تاريخ دمشق، لابن منظور (7:116).

[2] تاريخ دمشق، ترجمة الإمام الحسن عليه السلام (ص17 رقم22).

[3] اُنظر الحديث بطرق ابن عساکر في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام عليّ عليه السلام الأحاديث المرقّمة (336 ـ 456) المجلّد الأول (ص306 ـ 394) وما علّق عليه محقّقه المحمودي.