ولما قتل عبدالله بن مسلم حمل آل أبي طالب حملة واحدة فصاح بهم الحسين (عليه السلام) : صبراً علي الموت يا بني عمومتي والله لا رايتم هواناً بعد هذا اليوم، فوقع فيهم عون بن عبدالله بن جعفر الطيّار، وامه العقيلة زينب.

واخوه محمد وامه الخوصاء وعبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب واخوه جعفر ابن عقيل ومحمد بن مسلم [1] .

وأصابت الحسن المثني ابن الامام الحسن السبط عليه السلام ثمان عشرة جراحة وقطعت يده اليمني ولم يستشهد.

وخرج أبو بكر بن امير المؤمنين (عليه السلام) [2] واسمه محمّد [3] وهو يترجز ويقول:



شيخي عليٌّ ذو الفخار الأطول

من هاشم الخير الكريم المفضل



هذا حسين ابن النبي المرسل

عنه نحامي بالحسام المصقل



تفديه نفسي من اخ مبجل

يا رب فامنحني ثواب المنزل



فقاتل قتالا شديداً، فحمل عليه رجل من اصحاب عمر بن سعد يقال له زحر بن بدر النخعي فقتله رحمه الله [4] .

وخرج عبدالله بن عقيل فما زال يضرب فيهم حتي اثخن بالجراح وسقط الي الأرض فجاء إليه عثمان بن خالد التميمي فقتله.

وخرج اخوه عون بن عبدالله بن جعفر الطيّار وامه العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين، واستأذن من خاله الحسين (عليه السلام) وهو يرتجز ويقول:



ان تنكروني فانا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان ازهر



يطير فيها بجناح اخضر

كفي بهذا شرفاً في المحشر



ثم قاتل فقتل ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا، فحمل عليه عبدالله بن قطبة الطائر فقتله.