بازگشت

خروجه من مكة الي العراق


لما بلغ الحسين (عليه السلام) ان يزيد بن معاوية أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر وأمّرهُ علي الحاج وولاّه أمر الموسم، وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجده حتي لو كان متعلّقاً بأستار الكعبة، عزم علي الخروج من مكّة قبل اتمام مناسك الحج واقتصر علي أداء العمرة كراهة أن يغتال وأن تستباح به حرمة البيت [1] بعد أن قدمت عليه كتب أهل العراق من الكوفة والبصرة، ولما علم الناس بعزم الحسين (عليه السلام) علي السفر الي العراق أتاه كلّ من عبدالله بن عباس، وعبد الرحمن بن الحارث المخزومي، وعبدالله بن الزبير، وغيرهم، وسأله جماعة من أهل بيته أن يتريّث عن السفر حتي ينجلي له حال الناس خوفاً من غدر أهل الكوفة، وانقلابهم عليه [2] ، ولكن «أبيّ الضيم» لم يسعه أن يصارح بما عنده من العلم والتصميم بمصير أمره لكل من قابله، لان الحقائق كما هي لا تفاض لاي متطلب بعد تفاوت المراتب واختلاف الأوعية سعةً وضيقاً فكان عليه السلام يجيب كل واحد منهم بما يَسَعُهُ ظرفه وتتحمله معرفته وحسب قصده ونيّته.


پاورقي

[1] المنتخب: ص304 الليلة العاشرة، ابن نما ص89، مقتل الحسين للسيد المقرّم: ص165.

[2] تاريخ الطبري: ج4 ص287.