بازگشت

والنتيجة


إن ّ مفهوم البيعة شرع في الإسلام لتربط البيعة افراد المجتمع الإسلامي فيما بينهم بروابط الإسلام من حقوق وواجبات ، وكذلك تربطهم بإمامهم و خليفتهم الذي يتولّي اُمور بلادهم في السلم والحرب ،وهو الذي يتّخذ القرارات اللازمة لمصلحة المسلمين ، وهي عقد الطاعة للإمام ليمارس دوره كحاكم ومرشد سياسي وديني .

ولاشك ان ّ البيعة للقائد المعصوم واجبة ، ولا يمكن التخلف عنها شرعاً، ولكن ّ الإسلام اصرّ عليها واتّخذها اُسلوباً للتعاقد بين القائد و الاُمة ؛ لكي يركّز نفسيّاً و نظريّاً مفهوم الخلافة العامّة للاُمّة ».

فلابدّ للاُمّة الإسلامية من إمام تبايعه وتعاهده علي السمع و الطاعة ،ممّا يؤدّي إلي توحيد كلمتها وجمع شملها، وقد تفرقت الاُمّة الإسلامية ،و تمزّقت وحدتها عندما انحرفت عن طريقها المستقيم فخالفت امررسول الله (ص) و نكثت بيعة الإمام (ع).

واكمل معاوية انحراف المسلمين ، عندما رفع السيف ضد الخليفة المُبايَع له من قبل المهاجرين والانصار، بعدما رفض كتاب اميرالمؤمنين (ع) الذي يدعوه فيه إلي البيعة و الذي جاء فيه :

«امّا بعد، فإن بيعتي بالمدينة لزمتك ، وانت بالشام ؛ لانه بايعني القوم الذين بايعوا ابابكر وعمر وعثمان علي ما بايعوهم عليه ، فلم يكن للشاهد ان يختار ولا الغائب ان يرد، و إنّما الشوري للمهاجرين والانصار، فإن اجتمعوا علي رجل و سمّوه إماماً كان ذلك لله رضاً، فإن خرج من امرهم خارج بطعن او بدعة ردّوه إلي ما خرج منه ، فإن ابي قاتلوه علي اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولي ، ويصليه جهنم و ساءت مصيراً، وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردّتهما،فجاهدتهما علي ذلك حتي جاء الحق ّ و ظهر امر الله وهم كارهون .

فادخل يا معاوية فيما دخل فيه المسلمون ؛ فإن ّ احب الاُمور الي ّ فيك العافية إلاّ ان تتعرض للبلاء قاتلتك واستعنت بالله عليك ».

وحاول الإمام علي (ع) في هذا الكتاب إرشاد معاوية إلي طريق الحق ّ الذي يوحّد الاُمّة ، ومنع الحروب الداخلية ، والتي لا تفيد إلاّ اعداء الإسلام ، المتربصين به .