بازگشت

تضعضع الاحوال السياسية في نهاية عهد يزيد


كان لسقوط الحسين بهذه الصورة المأساوية نتائج خطيرة في تاريخ العراق والدولة الاموية عامة. فقد عاش الحزب الشيعي عقدة الذنب مثقلاً بمرارة الموقف الانهزامي الذي وقفه ازاء كربلاء. وتحرج النظام الاموي الذي لم يقدر فظاعة المأساة، وكان عليه ان يجابه نتائجها السريعة والمستقبلية التي اخذت تنعكس منذ ذلك الحين علي بنية هذا النظام. وليس ثمة شك ان يزيد كان المسؤول الاول عن مجزرة كربلاء، وكان مسوقاً الي ارتكابها بدافع من قصر النظر وعدم صحة الرؤية، فقد اثبت فشله الذريع في تبؤ مركز خطير كالخلافة ذلك المركز الذي بذل في سبيله معاوية كل امكانياته وصرف كل جهوده من اجل الحفاظ عليه. ها هو يزيد يكاد يقضي بتصرف ارعن علي كل انجازات ابيه برغم توصيات هذا الاخير له بعدم الصدام مع الحسين.


والواقع ان الدولة الاموية، لم تلبث ان اخذت تجتني ثمرة كربلاء بصورة غير متوقعة وبدت عاجزة عن صد تيار الثورة الذي عم مختلف مناطق الدولة.

ففي الحجاز، كانت المدينة مسرحاً لاول انتفاضة ضد السيادة الاموية تحركها عوامل مختلفة اهمها ما يتعلق بالعزلة السياسية التي فرضها معاوية علي الحجاز منذ انتقال الخلافة الي البيت الاموي، وبنوعية العمال الذين انتدبتهم الدولة لحكم المدينة لا سيما عثمان بن محمد بن ابي سفيان وهو من عناصر البيت الاموي كان صغير السن، قليل التجربة [1] وهكذا فان عوامل التحلل والنقمة كانت متوافرة في الحجاز، ولكنها تنتظر المحرك والوقت الملائم.. فجاءت حادثة كربلاء تفجر المواقف وتطلق النفوس من عقالها.

وقد حاول يزيد ان يتدارك الامر في المدينة عن طريق التلويح باغداق الاموال عليها حيناً، وبالتهديد احياناً اخري. ولكن موقف المدينة كان حاسماً ووصل قرارها في الثورة علي النظام الاموي نقطة اللارجوع. ففي المؤتمر الذي عقده زعماؤها في المسجد، اتخذ قرار بالاجماع، بخلع يزيد ومبايعة عبد الله بن حنظلة الانصاري الذي اصبح زعيم الثورة [2] والمسؤول عن تنفيذ مقررات المؤتمر وكان اولها


الهجوم علي عناصر البيت الاموي في المدينة، وكانوا مجتمعين بدورهم في منزل كبيرهم مروان بن الحكم، فطردوهم من المدينة كما طردوا عاملها الاموي، وبذلك غدت عاصمة الاسلام الاولي خارج اطار السيادة الاموية.

ولم يقف يزيد الذي اصطبغت يداه بدم الحسين، موقف المتفرج علي احداث المدينة، وانما كان متصلباً، ومصمماً علي ضرب الثورة بمنتهي الشدة والقسوة، ويبدو ذلك واضحاً من خلال شخصية القائد العسكري الذي أوكل اليه مهمة القضاء علي ثورة الحجاز، وهو مسلم بن عقبة الذي يصفه المؤرخون، بأنه أحد جبابرة العرب [3] لصلافته وقسوته. ولم يخيّب مسلم أمل الخليفة به، فسرعان ما وصل بجيشه الي المدينة وضرب حولها الحصار. ولكن أهلها جابهوا الموقف بشجاعة وحفروا خندقاً [4] حول مدينتهم استعداداً لحرب طويلة وقاسية. غير أن استعدادات المدينة لم تكن كافية للوقوف أمام جيش متفوق في العدد والتنظيم والقيادة، فانتهت أحلامها الاستقلالية بالسقوط في موقعة الحرة (هجري /683 م) وبانتهاك مسلم حرمتها باباحتها لجنوده أياماً ثلاثة: «يقتلون الناس ويأخذون الأموال» [5] .


وهكذا كان تحرك المدينة، استنكاراً مباشراً لمقتل الحسين ورفضاً للسيادة الاموية التي حادت برأيهم عن الشرعية وانحرفت عن روح الاسلام. ولم يكن اخضاع المدينة معناه القضاء علي الثورة في الحجاز، لان رايتها انتقلت الي مكة التي شهدت تحركاً أكثر عنفاً وضراوة.

وفي مكة بلغ التحرك بعداً أشد خطورة، باعلان عبد الله بن الزبير ثورته ورفضه الاعتراف بخلافة يزيد. وقد جاء توقيت هذه الثورة بعد سقوط الحسين في كربلاء، ليضعها في اطار التحرك العام الذي شمل المنطقة بكاملها استنكاراً للمأساة ورد فعل مباشر لها. والحق انه برغم ما كان لمقتل الحسين من تأثيرات علي هذه الثورة، الا اننا لا نستطيع أن نربطها بثورة الحسين والثورات الاخري التي كانت امتداداً لها. ذلك ان ابن الزبير كان يعد نفسه للثورة بمعزل عن الحسين وقبل أن يتحرك هذا الاخير الذي وقف عائقاً أمام طموحه الي السلطة، لان المكانة العظيمة التي احتلها الحسين في نفوس الجماهير، لم تدع أي مجال للمنافسة. ونتيجة لذلك كان علي ابن الزبير أن يتسلح بالصبر وأن يتصرف بذكاء الي أن يتبلور الموقف وتتوضح الامور وهو في نفس الوقت لا يألو جهداً في دفع الحسين للاستجابة الي نداء الكوفيين في الذهاب الي العراق واعلان الثورة من هناك علي خلافة يزيد.

علي اننا نخطئ اذا انزلقنا في تصورنا لمدي تأثير


الحملة النفسية التي قام بها ابن الزبير ازاء منافسه الرئيسي الحسين لدفعه علي الخروج، لان هذا الاخير كان يعمل وفق خطة مرسومة وفي اطار من الحذر [6] وسلامة الرؤية. وكان يدرك جيداً ما وراء هذا التشجيع [7] لتحديد موقفه والاسراع في مغادرة الحجاز «لو كان لي في الكوفة مثل شيعتك ما عدلت عنها» [8] فوجوده في هذا الاقليم كان ثقيلاً علي ابن الزبير الذي «عرف ان أهل الحجاز لا يبايعونه ولا يتابعونه أبداً ما دام الحسين بالبلد وأن حسيناً أعظم في أعينهم وأنفسهم منه وأطوع في الناس منه» [9] انها حقيقة أدركها الحسين بكل أبعادها، ومع ذلك اتخذ الطريق الي العراق للقيام بمسيرته التاريخية، وهي الثورة علي «الظلم ودك صروح الطغيان»، واقامة مجتمع عادل متحرر من الطبقية والقهر والاستغلال [10] .


وفي نفس الوقت لم تكن الحجاز بنظر الحسين الارض الصالحة لحركة سياسية ناجحة، فقد أفسدها تطاحن الاحزاب وشراء الضمائر، واصرار معاوية علي ابقائها معزولة عن الاحداث، فعاشت في الظل نحو ربع قرن من الزمن، فضلاً عن قلة مواردها الاقتصادية [11] وعدم اكتفائها الذاتي الامر الذي كان يجعل من استمراريتها وحيدة في التصدي للنظام الاموي أمراً في غاية الصعوبة. لذلك كان العراق بضخامة موارده البشرية والاقتصادية، الارض الصلبة التي توفر الطمأنينة، وتجعل فرص النجاح أقرب الي التحقيق.

لبث ابن الزبير معتصماً في المدينة المقدسة، يرقب من بعيد سير الاحداث، حتي جاءته الاخبار تنقل اليه مصرع الحسين في كربلاء، فلم يتردد في اتخاذ الموقف الذي كان يتوق الي اتخاذه وهو اعلان الثورة علي النظام الاموي والاستقلال بالحجاز، مستغلاً كما حدث في المدينة بشاعة المجزرة في تكتيل الجماهير الغاضبة حوله وتحريكها بشكل عاصف ضد الامويين قتلة الحسين، ولكن ثورته اختلفت عن ثورة المدينة بأن هذه الاخيرة انعكست عليها كربلاء بكل ما فجرته من غضب وحقد، بينما كان الطموح الشخصي


فقط هو جوهر الثورة التي قام بها ابن الزبير وأكثر سماتها بروزاً.

واذا كانت قوات الخلافة الاموية قد تمكنت من حسم الموقف سريعاً في موقعة الحرّة التي انتهت بفشل ثورة المدينة، فان الموقف كان أشد حراجة في مكة قاعدة ابن الزبير التي أخذت تتوسع بعدئذ لتشمل الحجاز كله، ثم العراق ومصر. ذلك ان هذه القوات فقدت في الطريق قائدها الصلف متأثراً بشدة المرض وتقدم السن. فخلفه في القيادة بناء علي وصية من يزيد أحد معاونيه والمتفانين في خدمة النظام الاموي هو الحصين بن نمير السكوني [12] .

وصل الحصين بن نمير بقواته الي مكة وضرب حولها الحصار، وأثبت في صلافته انه تلميذ متفوق لمسلم بن عقبة. أما ابن الزبير فقد تحصن في الكعبة وسد منافذ المدينة، وكان قد قوي مركزه حينئذ بما انضم اليه من الحلفاء كبعض الهاربين من موقعة الحرّة، وجماعة الخوارج النجدية [13] والازارقة [14] فضلاً عن المختار الثقفي الذي بدأ يبرز كشخصية قوية أثر التطورات السياسية التي رافقت كربلاء وتمخضت عنها. وازداد مركز ابن الزبير


قوة، حين أصبح المعارض الاول للنظام الاموي والرجل الذي يحظي بتأييد غالبية المسلمين، التي استنكرت اقدام جيش يزيد علي غزو مكة، واشتد سخطها حين أخذت مجانيق هذا الجيش ترمي بقذائفها الكعبة [15] مرتكبة أول عمل جريء من هذا النوع، سيظل يستثير حفيظة المسلمين علي مر الايام [16] وفي غمرة هذه الاحداث، تأتي الانباء ناعية يزيد، الذي ترك الخلافة الاموية لمصيرها الغامض. واذ ذاك توقفت العمليات الحربية في المدينة المقدسة (هجري)، ودخل القائد الاموي في مفاوضات مع ابن الزبير انتهت باجتماع الرجلين في (الأبطح) [17] لمناقشة الوضع السياسي العام. وقد حاول الحصين اقناع ابن الزبير بالذهاب الي الشام ومبايعته بالخلافة. ويبدو ان القائد الاموي أدرك ان الامور تتجه لمصلحة ابن الزبير، فأراد ان يخوض به معركة الخلافة في دمشق. ولكن هذا الاخير رفض عروض الحصين الذي سارع بالعودة الي عاصمة الخلافة ليكون علي مقربة من تطورات الاحداث فيها.

والواقع ان استنكاف ابن الزبير عن الاستماع لنصيحة


الحصين في الذهاب الي دمشق، قد فوّت عليه فرصة عظيمة من فرص الوصول الي الخلافة. فقد شغر هذا المنصب بوفاة يزيد، واحتدم الصراع عليه بين أفراد الاسرة الحاكمة، والعاصمة الاموية في غمرة ذلك تبحث عن رجلها القوي دون جدوي لفترة غير قصيرة.

ولا ريب ان غياب يزيد المفاجئ، قد أحدث بلبلة في مختلف أقاليم الدولة الاموية، وأخذ التحرك فيها يتصاعد ويحمل بعداً جديداً، ستحدد علي ضوئه موقفها من مسألة الخلافة بصورة عامة. وكان من الطبيعي في غمرة هذا الفراغ السياسي وهذا الجو المشحون بالتناقضات، أن يتباري الطامحون الي السلطة في استغلال المواقف وانتهاز الفرض لاستقطاب اكبر عدد من الناس حول قضيتهم. وكان العراق، الذي ما قبل يوماً السيادة الاموية الا مرغماً، المسرح الذي تمثلت فيه صورة الرفض لهذه السيادة وما تمخضت عنه من أحداث عنف واضطرابات متواصلة. فالبصرة التي عرف عنها بعض التحفظ في مواقفها العدائية من الحكم الاموي كان عليها هذه المرة أن تأخذ قرارها بسرعة، أما الاعتراف بخلافة ابن الزبير، الرجل الذي اتجهت اليه الانظار حينئذ كأقوي شخصية في العالم الاسلامي، واما المضي في خضوعها للسيادة الاموية التي يمثلها عبيد الله بن زياد. وقد اغتنم هذا الاخير


الفرصة فحاول أخذ البيعة لنفسه باسم الامويين، بانتظار ما يسفر عنه الموقف في دمشق، ولكن محاولاته فشلت وأرغم علي الخروج مطروداً من المدينة [18] .

بايعت البصرة بعد ذلك، أحد رجالها، وهو عبد الله بن الحارث بن نوفل [19] ولكنه فشل في مهمته، لان المدينة تحولت الي مسرح للفوضي، تعاني من التطاحن القبلي واشتداد ضغط الخوارج، وفشل أيضاً الذين جاءوا بعده [20] ، فكتب أهلها الي ابن الزبير يبايعونه ويطلبون اليه انتداب رجل يتولي الامر فيهم ويدفع عنهم خطر الخوارج [21] والواقع ان تدهور الموقف في البصرة وصل الي مرحلة بالغة الخطورة، الامر الذي دفع سكانها الي توحيد كلمتهم والاحتكام الي خليفة الحجاز، فلبي هذا الاخير طلبهم وبعث اليهم الحارث بن عبد الله بن ربيعة [22] فساعد كثيراً في اقرار السلام في تلك المنطقة، حتي اذا جاء مصعب بن الزبير بعد ذلك بقليل عاد الهدوء تماماً الي البصرة وتحدد موقفها بصورة واضحة.


وفي الكوفة، التي عاشت تحت وطأة التقصير والخذلان في أعقاب مصر الحسين، كان الموقف يزداد غلياناً، خاصة وأن الاسلوب الاموي التقليدي القائم علي الضغط والارهاب، نحو هذه المدينة المعروفة بميولها العلوية المتطرفة، لم يتغير ولم يطرأ عليه تعديل. فقد استمر التنكيل الاموي يتصاعد بعد كربلاء، وكان الأداة التنفيذية له، نائب عبيد الله بن زياد في الكوفة، عمرو بن حريث. ومن البديهي القول ان هذه المدينة، كقاعدة أساسية للحركة الشيعية، اختلفت في موقفها من النظام الاموي عن البصرة، فاذا كان موقف هذه الاخيرة قد امتزج ببعض التحفظ قبل أن تعلن قرارها الحاسم، فان الكوفة لم تكن بحاجة الي التردد، فقد اتخذت قرارها سريعاً وهو طرد عاملها عمرو بن حريث ممثل النظام الاموي فيها، وتولية عامر بن مسعود مكانه، ثم كتب أهلها الي ابن الزبير بشأن ذلك فأقر ابن مسعود في منصبه [23] ، وبذلك خرج العراق بكامله من السيادة الاموية وانضم الي ابن الزبير.

اما في دمشق فان وضع الخلافة الاموية ازداد تحرجاً بتنازل خليفة يزيد، معاوية الثاني، عقب ظروف غامضة، مسدياً - دونما قصد - خدمة كبيرة لخلافة ابن الزبير.


فأدي ذلك الي نشوب أزمة سياسية عنيفة في دمشق واجهت النظام الاموي وكادت ان تقضي عليه [24] وتفاقم التطاحن بين القبائل حتي بلغ مرحلة من الخطورة بعيدة [25] فقد أيدت القبائل القيسية بزعامة الضحاك بن قيس الفهري وزفر بن الحارث الكلابي ابن الزبير، بينما ايدت القبائل اليمانية بزعامة حسان بن بحدل الكلبي [26] ، مروان بن الحكم الذي طرح نفسه كمرشح للخلافة والتف حوله المؤيدون لبني أمية وبايعوه [27] في مؤتمر الجابية سنة 64 هجري /684 م الذي عالج مسألة الخلافة والانقسامات في البيت الاموي. وكان هذا المؤتمر خطوة أولي ومهمة لاجتياز المحنة وخروج الخلافة من مأزقها. ثم كانت الخطوة الثانية والحاسمة عندما التقت جيوش المتنافسين في مرج راهط في معركة طاحنة انتهت بانتصار مروان وحلفائه من القبائل اليمانية، وهزيمة قاسية للقبائل القيسية، حلفاء ابن الزبير، ومقتل زعيمها الضحاك وثلاثة من أبناء زفر بن الحارث [28] .


وهكذا قدر للامويين الاحتفاظ بالخلافة وانتزاعها مرة ثانية بالقوة، بعد أن اوشكت علي الضياع والانتقال الي الحجاز. غير أن فرعاً آخراً أمسك بزمامها، هو الفرع المرواني الذي تقلدها حتي سقوط الخلافة الاموية [29] .



پاورقي

[1] ابن الاثير: 4/44.

[2] الطبري: 7/4.

[3] البلاذري: انساب الاشراف 4/43.

[4] اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي 2/250.

[5] الطبري: 7/258.

[6] الطبري 6/189.

[7] ابن کثير: البداية والنهاية 8/163.

[8] ابن کثير: البداية والنهاية 8/160.

[9] الطبري: 6/169 - 197.

[10] جاء في وصية الحسين لاخيه محمد بن الحنفية: «اني لم اخرج اشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، اريد ان آمر بالمعروف والنهي عن المنکر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولي بالحق، ومن رد علي هذا اصبر حتي يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاکمين».

[11] الخربوطلي: عبد الله بن الزبير 92.

[12] ابن قتيبة: الامامة السياسة: 2/10.

[13] الشهرستاني: الملک والنحل 1/165.

[14] ابن کثير: البداية والنهاية 8/239.

[15] ابن الاثير: 4/52.

[16] GABRIELI Les ARABES 91.

[17] الطبري: 7/16 - 17.

[18] ابن کثير: البداية والنهاية 8/238.

[19] الطبري: 7/24، ابن کثير: 8/238.

[20] الطبري: 7/32 وما بعدها. ابن کثير: 8/238.

[21] الدينوري: الاخبار الطوال 280.

[22] ابن کثير: البداية والنهاية 8/239.

[23] الطبري: 7/30.

[24] فلهوزن: تاريخ الدولة العربية 166.

[25] بيضون - زکار: تاريخ العرب السياسي 139.

[26] فلهوزن: تاريخ الدولة العربية 175.

[27] تاريخ خليفة: 1/326.

[28] تاريخ خليفة: 1/326.

[29] F. GABRIELI LES Arabes 91.