بازگشت

اني لا اري الموت الا سعادة، والحياة مع الظالمين الا برما


لقد كان نزول الإمام الحسين (ع) في كربلاء في الثاني من المحرم سنة إحدي وستين، [1] فجمع ولده وإخوته وأهل بيته، ونظر إليهم وبكي وقال: "اللهم إنا عترة نبيّك محمد، قد أُخرجنا وطُردنا وأُزعجنا عن حرم جدنا، وتعدّت بنو أمية علينا. اللهم فخذلنا، بحقنا، وانصرنا علي القوم الظالمين".

وأقبل علي أصحابه فقال: "الناس عبيد الدنيا، والدين لعق علي ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا مُحصّوا بالبلاء قلّ الدّيانون". [2] .

ثم حمد الله وأثني عليه وصلّي علي محمد وآله وقال: "أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها، ولم يبق منها إلاّ صُبابة كصُبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعي الوبيل. ألا ترون إلي الحقّ لا يُعمل به، وإلي الباطل لا يُتناهي عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أري الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً". [3] .


پاورقي

[1] نص عليه الطبري في تاريخه 3: 310، وابن الأثير في الکامل 4: 20، والمفيد في الإرشاد.

[2] البحار 10: 198. ومقتل الخوارزمي 1: 237.

[3] هذا في اللهوف، وعند الطبري في تاريخه 3: 307 أنه خطب فيهم بذي حسم، وفي العقد الفريد 2: 312، وحلية الأولياء 3: 39، وتاريخ ابن عساکر 4: 333 مثل ما في اللهوف، وفي مجمع الزوائد 9: 192، وذخائر العقبي، 149، وحلية الأولياء 2: 39، والعقد الفريد 2:312 ما يظهر منه أنه خطب بذلک يوم عاشوراء، وفي سير أعلام النبلاء للذهبي 3: 209 لما نزل عمر بن سعد بالحسين خطب أصحابه.