بازگشت

رضا الله رضانا اهل البيت


فقد ورد أن الحسين (ع) لما بلغه أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر، وأمّره علي الحاج، وولاّه أمر الموسم، وأوصاه بالفتك بالحسين (ع) أينما وجد [1] ، عزم علي الخروج من مكة قبل إتمام الحج، واقتصر علي العمرة كراهية أن تستباح به حرمة البيت. [2] .

وقبل أن يخرج قام خطيباً فقال: "الحمد لله، وما شاء الله، ولا قوة إلاّ بالله، وصلّي الله علي رسوله. خطّ الموت علي ولد آدم مخطّ القلادة علي جيد الفتاة، وما أولهني إلي أسلافي اشتياق يعقوب إلي يوسف! وخير لي مصرع أنا لاقيه. كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلاة بين النواويس وكربلا، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً وأجربة سغباً. لامحيص عن يوم خطّ بالقلم. رضا الله رضانا أهل البيت. نصبر علي بلائه ويوفّينا أجور الصابرين. لن تشذّ عن رسول الله لحمته، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرّ بهم عينه وينجز بهم وعده. ألا ومن كان فينا باذلاً مهجته موطّناً علي لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالي". [3] .

وكان خروجه (ع) من مكة لثمان مضين من ذي الحجة، ومعه أهل بيته ومواليه وشيعته من أهل الحجاز والبصرة والكوفة، الذين انضمّوا إليه أيام إقامته بمكة، وأعطي كل واحد منهم عشرة دنانيز وجملاً يحمل عليه زاده. [4] .


پاورقي

[1] المنتخب: 304، الليلة العاشرة.

[2] ابن نما، مثير الأحزان: 89. وتاريخ الطبري 3: 295.

[3] اللهوف: 33، وابن نما، مثير الأحزان: 20.

[4] نفس المهموم: 91.