بازگشت

عزاء الحسين في مدن العتبات المقدسه


و الي جانب ما تقدم تلبس مدن العتبات المدقسه في العراق ايران و المساجد المهمه و الاماكن المتبركه في الهند و الباكستان و غيرها من الاقطار و المناطق التي يتعصب اهلها في الحب و الولاء لال البيت النبوي حله من السواد كشعار للحزن و الحداد..و تبتعد عن مظاهر الزينه و البهرجه و مباعث الانس و الانشراح..

هذه هي الحاله في العشره الاولي من شهر محرم الحرام عند المسلمين بالنسبه لهذه الذكري ان لم يكن الشهر كله من كل عام و من الاقطار الاسلاميه كالعراق و ايران و الهند و الباكستان الي ما بعد العشرين من صفر حيث تستكمل هذه الذكري يومها الاربعين. و لها زيارتها الخاصه و مرا سيمها المختصه في كربلاء بالعراق.. وحيث يومها اكثر من مليون زائر في يوم واحد لزياره قبر الحسين و الطواف حول ضريحه في ذكري اربعينه.. و تطوف المواكب الزاخره حول مشهده لليمن و البركه.


هذا و تواصل مجالس العزاء الحسيني خلال شهري محرم و صفر [1] .

و منهم من يتخذ يوم عاشوراء يوم عيد و فرح و سرور.. و انها لسنه امويه و قد اتبعها جهلا بالجال.. و الا فلا يظن بمسلم ان يفرح في يوم قتل فيه ابن بنت نبيه الذي لو كان حيا لكان هو المعزي به و الباكي عليه..@ في مدن العتبات المقدسه و غيرها حيث تجذب هذه المجالس الي ساحتها كالمغناطيس شتات المسلمين اخوانا علي سرر مقتابلين تصف اجنحتها حول منبر يرتقي عليه الخطيب فيفتتح الكلام بآي من الذكر الحكيم و تفسير علومها من احاديث الرسول الكريم.. ثم يتلوا ذلك بفصول من التاريخ الاسلامي او تواريخ الرسل السالفين.. و يختم كلامه بتاريخ الحسين و ما جري عليه علي آل بيت المصطفي صلوات الله عليهم [2] . و لا بد ان يتخلل هذه الخطابه و عظ و انذار و تلطيف القرائح بلطيف الاشعار مما يجعل مجلسهم هذا اشبه بمدرسه علم او مجمع تهذيب.. و دروسها ما يهم المسلمين من امور الدنيا و الدين.. اللهم الا بغض الجاهلين ممن يتولون الخطابه بغير علم و لا هدي و ممن لا يجتنبون قول الزور فيذهبون بذلك الي سرد احاديث ما انزل الله بها من سلطان بغيه اثاره الاشجان في نفوس المستمعين لمصاب الحسين «ع» استرارا للاكف و استجلاء للمنافع..

و هكذا الحق بهذا العذاء و ضمن تطوراته طوال السنين كثير من الغرائب شان كل قضيه فازت بفوه النمو في منبت خصيب و تربه صالحه.. مما يحتم علي اهل العلم ان ينظروا الي تعديله او اجراء اصلاح فيه.. خاصه و نحن اقرب الامم الي حادثه الطف مكانا و شانا.. و اوفر حريه من غيرنا و اقدر.. لذلك يلزم علي اعلامنا ائمه الهدي و شيبنا و شبابنا رسم الخطه الصالحه لاقامه هذه الذكري الكريمه خاليه من الشوائب و مما يسي ء او يشين.. و ان نسير بها علي احسن وجه و نهج.. خدمه للامه و توجيها للجيل.. و عسي ان تحذوا حذونا شعوب مسلمه اخري فتنال اجزل النفع.. و لعلنا بهذا نتحقق بعض آمال الحسين من نهضته و تضحيته..و الله المستعان علي ما نبتغي و نريد..

بغداد 13 محرم الحرام 1389

1 نيسان 1969

جواد هبه الدين الحسيني الشهرستاني


پاورقي

[1] و تقام مجالس العزاء الحسيني اضافه علي شهري محرم و صفر في شهر رمضان و ذلک في لياليه و في سائر ايام السنه علي سبيل النيه و النذر لحاجه من الحاجات قضاها الله فيقيم صاحبها مجلس عزاء ليوم واحدا و لثلاثه ايام او اکثر حسب ما نوي و توزع فيها الخيرات للفقراء و المساکين و کثيرا ما ترافق مجالس العزاء الحسيني طعام او خيرات للحاضرين‏اليها.

[2] و منهم من يتخذ يوم عاشوراء يوم عيد و فرح و سرور.. و انها لسنه امويه و قد اتبعها جهلا بالجال.. و الا فلا يظن بمسلم ان يفرح في يوم قتل فيه ابن بنت نبيه الذي لو کان حيا لکان هو المعزي به و الباکي عليه...