بازگشت

مظاهر العزاء لال البيت في العصر الاموي


و ما كانت الافاق العربيه يومها تردد صدي هذه الفاجعه المولمه.. [1] و قسوه ما اقترفه الامويون بآل الرسول في كربلاء.. كانت العائله النبويه تجدد ذاكرها


صباحا و مساء في حزن عميق و شجن عظيم.. و تبكي عليه رجالا و نساء.. و كلما راوا الماء تذكروا عطش قتلاهم.. فلم يهتاوا بطعام و لا ينام.. [2] .

و كان وجوه المسلمين و الموالون لال البيت يفدون علي بيوت آل النبي صلي الله عليه ؤ اله و سلم بالمدنيه معزين و مواسين و كان الواحد منهم يعبر عن مشاعره و احزانه بابلغ ما اوتي من روعه القول و قوه البيان و حسن المواساه لهذه المصيبه.. حتي تركوا ثروه ادبيه رائعه في ادب التسليه و المواساه..

و بقيت بيوت ال البيت مجلله بالحزن و السواد و لا توقد فيها النيران.. حتي نهضت في العراق ثله من فتيانه الاشاوس و من زعماء العرب الاقحاح امثال المختار الثقفي و ابراهيم بن مالك الاشتر النخعي و سليمان الخزاعي و المسيب الفزاري و غيرهم حيث اخذوا ثار الحسين و قتلوا جميع قتله الحسين امثال ابن زياد و ابن سعد و سنان و شمر و حرمله و غيرهم [3] فخفت من ذلك لوعه الاشجان في بني


هاشم.. و هدا منهج نشيج الزفرات و نزيف العبارت.. فصارت الماتم منهم و فيهم تقام في السنه مره بعد ما كانت مستمره..

ففي ذلك العهد- عهد السلف الصالح- يدثنا التاريخ الاسلامي عن اعلام اهل البيت النبوي، انهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هل هلال محرم.. و تفد عليهم و فود من شعراء العرب [4] لتجديد ذكري الحسين عليه السلام لدي ابنائه الا ماجد.و قد القو روائع في فن الرثاء و التسليه و التذكير باسلوب ساحر اخاذ ما ظل شعرهم خالدا رغم كر العصور.

فقد كان الشاعر العربي «الكميت بن زيد الاسدي» من شعراء العصر الاموي و المتوفي سنه 126 للهجره قد جعل معظ قصائده في مدح بني هاشم و ذكر مصائب آل الرسول عليهم السلام.. حتي سميت قصائده «بالهاشميات» و كان بنشد معظمها في مجالس الامام الصادق و ابيه الباقر محمد وجده علي بن الحسين عليهم السلام. و و من تلك القصائد التي القاها بين يديه الامام علي بن الحسين السجاد قصيدته المشهور التي مطلعها:




من لقلب متيم مستهام

غير ما صبوه و لا احلام



و قتيل بالطف غودر عنه

بسين غوغاء امه و طغانم



قتلوا يوم ذاك اذ قتلوه

حاكما لا كائر الحكام



قتل الادعياء اذ قتلوه

اكرم الشاربين صوب الغمام



و لهت نفسي الطروب اليهم

و لهما حال دون طعم الطعام



فما بلغ آخرها حتي قال السجاد عليه السلام له «ثوابك نعجز عنه.. و لكن الله لا يعجز عن مكافاتك..» فقال الكميت: سيدي ان اردت ان تحسن الي فادفع لي بعض ثباك التي تلي جسدك اتبرك بها.. فنزع الامام ثيابه و دفعها اليه. و دعا له..و من تلك القصائد قصيدته التي القاها في مجلس الامام الصادق و التي مطلعها:



طربت و ما شوقا الي البيض اطرب

و لا لعبا مني و ذو الشيب يلعب



و لكن الي اهل الفضائل و النهي

و خير بني حواء و الخير يطلب



الي ان يقول:



و من اكبر الاحداث كانت مصيبه

علينا قتيل الادعايء الملحب



قتيل بجنب الطف من آل هاشم

فيا لك لحما ليس عنه مذبب



و منعفر الخدين من آل هاشم

الا حبذا ذاك الجبين المترب



و قد نال هذا الشاعر الجوائز الكثيره من ائمه آل البيت عليهم السلام حتي ان الامام الصادق اكرمه مره علي قصيده الف دينار و كسوه فقال الكميت و الله ما احببتكم للدنيا.. و لو اردت الدنيا لاتيت من هي في يديه.. و لكني احببتكم للاخره.. اما الكسوه فاقبلها لبركتها و اما المال فلا اقبله.

و مثله الشاعر السيد اسماعيل الحميري احد الشعراء المشهورين في العصر الاموي فقد جعل معظم قصائده في آل البيت و في هذا المصاب.. و قد دخل علي


الامام الصادق مره يستاذنه ان ينشد له من شعره فاذن الامام له فانشد:



امرر علي جدث الحسين

و قل لاعظمه الزكيه



يا اعظما ما زلت من

و طفاء، ساكبه رويه



و اذا مررت بقبره

فاطل به وقف المطيه



و ابك المطهر للمطهر

و المطهره النقيه



كبكاء معموله اتت

يوما لواحدها المنيه



فما بلغ هذا الحد حتي اخذت الدموع من الامام تنحدر علي خديه و ارتفع الصراخ من داره.. فامره الامام بالامساك فامسك.. ثم اوصله بهديه ثمنيه..

و هكذا كان لاشعراء يقصدون مجالس آل البيت النبوي و سائر مجالس الهاشميين في هذا الموسم لالقاء خيره ما نظموه حول هذا الموضوع علي سبيل العزاء.. من مديح و رثاء.. و ينالون عليه خير العطاء.



پاورقي

[1] مر سليمان بن قته العدوي بکربلاء بعد مقتل الحسين (ع) بثلاث فنظر الي مصارعهم و اتکا علي فرس له عربيه و انشا يقول:



مررت علي ابيات آل ‏محمد

فلم ارها امثالها يوم حلت



الم تر ان الشمس اضحت مريضه

لفقد حين و البلاد افشعرت



و کانوا رجاء ثم اضحوا رزيه

لقفد عظمت تلک الرزايا و جلت



و تالنا قيس فنعطي فقيرها

و تغتابنا قيس اذا النعل زلت



و عند غني قطره من دمائنا

سنطلبهم يوما بها حيث حلت



فلا يبعد الله الديار و اهلهلا

و ان اصبحت منهم برغمي تخلت



و ان قتيل الطف من آل ‏هاشم

اذل رقاب المسلمين فذلت



و قد اعولت تبکي السماء لفقده

و انجمها ناحت عليه و صلت



و مر ابن الهباربه الشاعر بعده بکربلاء فجلس يبکي علي الحسين (ع) واهله و قال بديها:



احين و المبعوث جدک بالهدي

قسما يکون الحق عنه مسائلي



لو کنت شاهد کربلاء لبذلت في

تنفيس کربک جهد يذل الباذل



و سقيت حسد السيف من اعدائکم

عللا و حد السمهري الذابل



لکنني اخرت عنک لشقوتي

فبلابلي بين الغري و بابل



هبني حرمت النصر من اعدائکم

فاقل من حزن و دمع سائل



و يقال نام مکانه فراي النبي (ص) فقال له: جزاک الله عني خيرا. ابشر فان الله قد کتبک ممن جاهد بين يدي الحسين (ع) عن المجالس السنيه للسيد العاملي ج 1 ص 43 -42.

[2] قالت فاطمه بنت علي بن ابي ‏طالب «ع» ما تحنات امراه منا و لا اجالت في عينها مرودا و لا امتشطت حتي بعث المختار براس ابن زياد الي علي بن الحسين «ع». و قال الامام الصادق ما اکتحلت هاشميه و لا اختضيت و لا روي في دار هاشمي دخان حتي قتل عبيدالله بن زياد.. و کان الامام علي بن الحسين «السجاد» شديد الجزع کثير البکاء علي شهداء الطف يتذکر قتلاهم في حزن عظيم.. فواساه يوما مولاه ان يقلل من البکاء فاجاب: و يحک ان يعقوب بن اسحاق کان نبيا و ابن نبي له اثنا عشر و لدا.. فغيب الله واحدا منهم فشاب راسه من الحزن وا حدودب ظهره من الغم و ذهب بصره من البکاء و ابنه حي في دار الدنيا. و اذا رايت ابي و اخي و سبعه عشر من اهل بيتي صرعي مقتولين ثم رووسهم عي القنا.. فکيف ينقص حزني و يقل بکائي.

المجالسي السنيه للسيد محسن العاملي ج 1.

[3] روي ابن الاثير في الکامل عن الترمذي في جامعه انه «لما وضع راس ابن زياد امام المختار جاءت حيه صغيره فتخللت الرووس حتي دخلت في فم عبيدالله بن زياد ثم خرجت من منخره و دخلت منخره و خرجت من فيه.. فعلت هذا مرارا.. ثم بعث المختار براس عبيدالله بن زياد الي علي بن الحسين (ع) و کان يومئذ بمکه فادخل عليه و هو يتغذي فسجد لله شاکرا و قال: الحمد لله الذي ادرک لي ثاري من عدوي. و جزي الله المختار خيرا.. لقد ادخلت علي ابن زياد و هو يتغذي و راي ابي بين يديه.. فقلت اللهم لا تمتني حتي ترني راس ابن زياد.. و کان قتل ابن زياد و اشياعه في يوم عشاوراء في اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) و لم يقتل من اهل الشام بعد وقعه صفين مثلما قتل في هذه الوقعه.. حيث قتل المختار منهم سبعين الفا.

المجالس السنيه للسيد العاملي ج 1.

[4] و ذکر السيد الامين في کتابه المجالس السنيه ج 1 فقال:

قال الامام الصادق لالبي عماره المنشد يا اباعماره انشدني في الحسين بن علي قال فانشدته فبکي ثم انشدته فبکي و ما زلت انشده و يبکي حتي سمعت البکاء من الدار فقال: يا اباعماره من انشد شعرا في الحسين بن علي عليهماالسلام فابکي فله الجنه..

و دخل جعفر بن عفان علي الصادق (ع) فقربه و ادناه ثم قال يا جعفر بلغني انک تقول الشعر في الحسين (ع) و نحبيد فقال نعم جعلني الله فداک.. قال قل: فانشده:



ليبک علي الاسلام من ان باکيا

فقد ضيعت احکامه و استخلت



غداه حين للرماح دريئه

و قد نهلت منه اليوف و علت



و غودر في الصحراء لحما مبددا

عليه عتاق الطير باتت و ظلت



فما نصرته امه السوء اذ دعا

لقد طاشت الاحلام منها و ضلت



الا بل محوا انوارهم باکفهم

فلا سلمت تلک الاکف و شلت



و ناداهم جهدا بحق محمد

فان ابنه من نفه حيث حلت



فما حفظوا قرب النبي و لا رعوا

و زلت بهم اقدامهم و استزلت



اذاقته حر القتل امه جده

هفت نعلها في کربلاء و زلت



فلا قدس الرحمن امه جده

و ان هي صامت للاله و صلت



کما فجعت بنت النبي بنلها

و کانوا کماه الحرب حسين استقلت.



فبکي الامام الصادق و من حوله حتي انتشرت الدموع علي وجه و لحيته ثم قال: يا جعفر و الله لقد شهدت ملائکه الله المقربين ها هنا يسمعون قولک في الحسين (ع) و لقد بکوا کما بکينا و اکثر و لقد اوجب الله تعالي لک يا جعفر في ساعتک هذه الجنه.. و غفرلک.. يا جعفر الا ازيدک.. قال نعم يا سيدي.. قال ما من احد قال في الحسين (ع) شعرا فبکي و ابکي به الا اوجب الله له لجنه و غفر له.