بازگشت

محرم... و تاريخ العزاء الحسيني


في التاريخ مصارع كثيره... و فجائع مثيره يذهل الفكر امامها حائرا.. و لكن فاجعه «كربلاء» قد اجمع المورخون بانها من اشد الفجائع اثرا في النفوس..، و اقسي المصارع وقعا علي القلوب.. ذلك لما وقع لعي ساحه الطف في كربلاء بالعراق من مجزره بآل النبي و اصحابهم يوم العاشر من محرم سنه احدي و ستين للهجره الموافق لسنه 85 ميلاديه. حيث حوصر فيها الامام ابو عبديالله الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام هو و اله وفتيه من بني هاشم و جمله من اصحابه من اهل العراق و الحجاز.. و استشهدوا جميعا من قبل الجيش الاموي بقياده عمر بن سعد بن ابي وقاص و بامر من عبيدالله بن زياد عامل يزيد علي الكوفه.. لا لذنب سوي تمسكهم القوي بمبادئهم القويمه.. و احساسهم القوي بالمسووليه الملقاه علي عواتقهم ازاء السياسه الامويه القائمه..

لذلك كلما بدت طلعه العام الهجري [1] تذكر المسلمون ببالغ الاسي و عظيم


التاثر مصارع آل الرسول و اهل بيته و ما امعنه الجيش الاموي فيهم من القتل و التنكيل و التمثيل.. و تذكروا كيف دكت حوافر خيول هذا الجيش جناجن صدورهم و ظهورهم بشكل لم يشهد التاريخ نظيرها فظاعه و بشاعه.. و كيف ساروا برووس القتلي علي الرماح مع نساء الرسول سبايا الي الكوفه فالشام باسم سبايا الروم ثم الي مدنيه جدهم يثرب عاريات في احزن منظر [2] .

كل هذا والدين الحنيف في اول عهده.. و الاسلام في ربيع حياته..

لذلك حين يحل هذا التاريخ من كل عام.. و يهل هلال محرم الحرام يستعد المسلمون في معظم انحاء المعموره للتعبير عن شعورهم ازاء هذه الذكري الداميه و خاصه في يوم العاشر من محرم.. المعروف بيوم «عاشوراء» حيث يحتفل المسلمون فيه بهذه المناسبه الاليمه متذكرين مصارع آل النبي في كربلا في حزن عميق و شجن عظيم.. يستغرضون مواقف الامام الحسين و من استشهد معه مما يناسيها من الاشاده و التكريم.. و منهم من يبالغ في اظهار شعائر الحزن و الاسي حسبما يتصوره و يرتاح اليه حسب تاثره و معتقده تجاه هذه الفاجعه الداميه.. التي اثرت في العالم الاسلامي تاثيرا بالغا ما ظل ملازما له منذ ذلك الحين اي قبل الف و قرون الي يومنا هذا.. و الي ماشاءالله من ايام الدهر..


و قد يتصور البعض ان هذه الشعائر و المظاهر التي تقام في العشره الاولي من محرم الحرام من كل عام من قب المسلمين في مختلف انحاء الارض و يختلف اشكالها انما هي من محدثات العصور الاخيره في حين ان هذا التعبير عن شعور التاثر و التالم تجاه مصرع الامام الحسين [3] انما يرقي تاريخه الي عهد قديم في الاسلام او هو قريب العهد من الصحابه و التابعين لهم باحسان.. غير انه كان في اول امره محدودا جدا و صغير الحجم يقام بمحضر اخص الناس بالحسين كالاعلام من ذريته... للتسليه و المواساه و للتخفيف عن لوعه المصيبه.



پاورقي

[1] يعقتد فريق من المسلمين ضروره الاحتفال بهلال محرم الحرام باعتباره مفتتح العام الهجري،. و انه يلزم ان يکون موضع فرح و سرور ساعه حلوله.. و ان يتخذ له مظاهر الانس و الابتهاج اسوه بسائر الاقوام التي اتخدت من مفتتح اعوامها ابهج يوم او اعظم عيد.. و لذلک بدات بعض الاقطار الاسلاميه تاييد هذا التقليد باقامه مباهج الاحتفاء و مجالس التکريم بهذه المناسبه ليله الاول من شهر محرم و يومه باعتبار هذا اليوم يوم الهجره النبويه.. و يحلق المتحدثون تحت هذا العنوان... غامدين علي اتخاذه عيدا دونما احتفال بمشاعر الاخرين.. و تقام علي هذا الاساس مظاهر الزينه و معالم الافراح في بعض الاقطار العربيه.. و تتبادل النهاني (بيوم الهجره) او «بعيد الهجره»! في حين ان يوم الهجره النبويه کان باجماع المورخين دونما اختلاف في يوم الاثنين من مطلع شهر ربيع الاول من سنه 622 ميلاديه و ان الرسول صلوات الله عليه ترک مکه ليلا و هاجر مع صاحبه «ابي ‏بکر» الي المدينه و ترک ابن عمه عليا في فراشه تلک الليله.. و ليس هناک من رابط بين هذه الهجره و اول شهر محرم و لم يرد في التاريخ الاسلامي ذکر للاحتفال بهذه المناسبه في مطلع شهر محرم.. و انما في عهد «عمر» جري الاتفاق علي اعتبار هجره الرسول بدايه لتدوين التاريخ الاسلامي.. و اعتبار اول محرم کما کان المعتاد بدايه للعام الهجري لغرض الحساب.. و اما الاحتفال به کعيد لراس السنه الهجريه و عطله رسميه.. فهي فکره حديثه و من محدثات السنين الاخبره.

[2] و قد استقبلهم بنوهاشم بصوره لا ينساها المسلمون و العلويون من حيث الروعه و البلکاء و العويل.. و قد انشدت بنت عقيل بن ابي ‏طالب هذه الابيات تصف بها الحاله:



ماذا تقولون ان قال النبي لکم؟

ماذا فعلتم و انتم آخر الامم



بعترتي و باهلي بعد مفتقدي

منهم اساري و صرعي ضرجوا بدم



ما کان هذا جزائي اذ نضحت لکم

ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي



- تاريخ العلويين- محمد غالب الطويل.

[3] لقد کان مصرع الحسين اعظم مصيبه نزلت في الاسلام. فلقد قتل من قبل عمرو عثمان و علي.. و قتل في وقعتي الجمل و صفين جموع غفيره من المسلمين و لکن ذلک لم يوثر علي المسلمين مثل ما اثرت شهاده الحسين. و قد ادت هذه المحنه الي تفرقتهم و لا يزالون الي هذا اليوم متفرقين.. و قد انقرضت دوله الامويين باسم الانتقام لهذا الحادث و انقرض العباسيون باسم اعاده الحقوق المغتصبه في الحادث نفسه. و قتل تيمور لنک اهل الشام انتقاما لدم الحسين..- تاريخ العلويين-.