بازگشت

السبي النبوي في قصر الاماره


نزولا بالسبايا في قصر الاماره علي عبيدالله و قد سبقها راس الحسين (ع) لان ابن سعد ساعه ما قتل الحسين ارسل راسه الي ابن زياد مع خولي الاصبحي، فبات في بيته و اصبح عنده في طست بين يديه- و مجلسه مكتظ بالشيوخ و روساء الاحياء- فصار يبتسم من عظيم سروره و ابتهاجه، و ينكت راس الحسين بقضيب في يده و يضرب شفتيه، غير مكترث و لا محتشم لاحد، و لا احد ينكر عليه فعلته هذه الا الصحابي العظيم زيد بن ارقم، صرخ قائلا: «ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فقد و الله رايت رسول الله يضع شفتيه علي هاتين و يقبلهما» ثم بكي. فسبه ابن زياد و قال له: «ابكي الله عينيك، فلولا انك شيخ كبير قد كبرت و خرفت لضربت عنقك» فخرج زيد يقول للناس: «انتم يا معشر العرب عبيد بعد اليوم،تقتلون ابن فاطمه و تومرون ابن مرجانه».

و لما ادخلوا سبايا الحسين (ع) علي ابن زياد تنكرت اخته زينب بين النساء و حفت بها جواريها لكي لا تعرف، فقال ابن زياد: «من هذه المنتكره المتكبره؟». فلم تجبه ثم كررها ثلاثا و هي لا تكمله، فقالت له احدي الجوازي: «هذه زينب بنت فاطمه». فقال ابن زياد: الحمد لله الذي فضحكم و قتلكم و اكدب احدوثتكم!!فقالت زينب: «الحمد لله الذي كرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا لا كما


تقول، و انما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر و هو غيرنا». فقال ابن زياد: «كيف رايت صنع الله باهل بيتك؟». فقالت: «هولاء كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم. و سيجمع الله بينك و بينهم فتختصمون عنده فتنظر لمن الفلج».

فغضب ابن زياد و استشاط، فقال له عمر بن حريث: «يا امير انها امراه، و المراه لا تواخذ بشي ء من منطقها». فقال ابن زياد لزينب: «شفي الله غيظي من طاغيتك و العصاه المراده من اهل بيتك». فقالت: «لعمري لقد قتلت كهلي، و ابرزت اهلي، و قطعت فرعي، و اجتثثت اصلي، فان يشفك فقد اشتفيت». قال ابن زياد لجلسائه: «هذه سجاعه و قد كان ابوها اسجع منها».

ثم التفت الي علي بن الحسين قائلا: «ما اسمك؟» قال: «علي بن الحسين». قال: «او ليس الله قد قتل عليا؟» قال: «كان لي اخ يسمي عليا قتله الناس». قال ابن زياد: «بل قتله الله». قال علي: «الله يتوفي الا نفس حين موتها، و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله». فغضب ابن زياد و امر بقتله، فتعلقت به عمته زينب قائله: «حسبك يا ابن زياد من دمائنا! اما رويت و اشتفيت، و هل ابقيت منا احدا؟ اسالك بالله ان كنت مومنا ان تقتلني معه ان كنت قاتله». فنظر ابن زياد اليهما طويلا ثم قال: «عجبا للرحم، تود ان تقتل دون، دعوا الغلام ينطلق مع نسائه».

ثم كثر الزحام علي ابن زياد من الطامعين و الطامحين، اذا ازفت ساعه الوفاء بالوعود و تاديه اجور العاملين. لكن ابن مرجانه راي ان الخزانه لا تفي بمصرف الجنود فضلا عن الوفاء بالوعود، و انما اغراهم بالمواعيد دهاء و مكرا.و طبيعه الكوفه انها تنصب رقابها سلما لرقبائها قبل ابرام الوثائق، فتمسي و لها الوزر و لغيرها الاجر. فغدر ابن زياد بهم بعد مقتل الامام، و حرم الكثير منهم حتي عن القليل باقل بادره و ادين حجه، و نكث عهد ابن سعد بولايه الري.

و لما جاءها سنان بن انس قائلا:



املاء ركابي فضه و ذهبا

اني قتلت السيد المحجبا



قتلت خير الناس اما و ابا

و خبرهم اذ ينسبون النسبا




رده عبيدالله قائلا: «فلم قتلته لو تعرفه كذلك؟»

و احال ابن زياد قسما من هولاء العامله الي اميره يزيد في الشام ليستوفوا الجوائز هناك. و جهز معهم سباياالحسين، و قائد الركب زجر و قائد الجند المحافظ لهم شمر، و معهم كافه الرووس، و ذلك لانه عرف ان الكوفه سريعه التبدل، و شعر ببوادر انقلاب القلوب مما ذكرناه فبقاء آل الرسول في الكوفه خطر، و السجون مشحونه بشيوخ القبائل.

و ليس ابن زياد كيزيد يلهو بالحاله الحاضره عما وراءها و يضيع الفرص علي نفسه، فستعجل بارسال اهل الحسين الي الشام، فضلوا يعانون مشاق السفر حتي و صلوا دمشق الشام في اوائل شهر صفر.