بازگشت

زينب في عاصمه ابيها


ان كان ابوحفص اول من اختط الكوفه للجند و الموونه فابو الحسن عليه السلام اول من مصرها و عمرها و مدتها و اتخذها عاصمه لحومته [1] فصارت في ايامه مشهد القضاء و الخطابه، و معهد العلم و العباده، و كانت ابنته زينب اميره الكوفه حينما كان ابوها اميرالمومنين، و معزز مجدها اخوتها الامجاد، و زوجها سيد الاجواد عبدالله ابن عمها جعفر الطيار- الذي اشتهر بالجود- حتي انه اقرض شخصا واحدا- و هو الزبير- الف الف درهم ثم وهب الصك لابن الزبير.

و بيت زينب في الكوفه ملجا الفقراء و الامراء، حتي كان ابوها يضيف عندها احينا- كما روي ذلك عنه في ليه مقتله-. فالي مثل هذا البلد او الي مقر عزها و عاصمه ابيها كان سبي زينب الخطوب و عقيله بني هاشم، و تدخلها بحلمه ربائب الخدر من آل الرسول، و حولها يتامي و ذراري ابيها علي، علي محامل غير مجلله بالغطاء، و هن لا يملكن من السواتر غير الحياء، يسوقهن الجيش المنتصر امام الركاب كالاماء، و اهل الكوفه في عبره و عبره من هذا المشهد الغريب، يضجون


و يعجون مما جري علي آل الرسول، و فيهم من يناولون الاطفال بعض الخبز و الثمر رافه و رحمه.

فحري بالحره الهاشميه سليله الرسول ان تصرخ بهم و تقول: «ان الصدقه محرمه علينا اهل البيت» و نساء الازقه و السطوح باكبات علي هولاء.

قال خزيمه الاسدي: «دخلت الكوفه فصادفت منصرف عي بن الحسين بالذريه من كربلاء الي ابن زياد، و رايت نساء الكوفه يومئذ قياما يندبن، متهتكات الجيوب، و سمعت علي بن الحسين و هو يقول بصوت ضئيل قد نحل من شده المرض: «يا اهل الكوفه! انكم تبكون علنا فمن قتلنا غيركم؟!» و رايت زينب بنت علي (ع)فلم ار و الله خفره انطق منها كانما تفرغ عن لسان اميرالمومنين، فاومات الي الناس ان اسكتوا، فسكتت الانفاس و هدات الاجراس فقالت:

«الحمد لله و الصلاه علي محمد و اله الطيبين الاخيار، اما بعد: يا اهل الكوفه، يا اهل الختل و الغدر، اتبكون؟ فلا رقات الدمعه، و لا هدات الرنه. انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوه انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم. الا و هل فيكم الا الصلف النطف، و الصدر الشنف، و ملق الاماء، و غمز الاعداء او كمرعي علي دمنه، او كفضه علي ملحوده. «الا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون».

اتبكون و تنتحبون؟ اي و الله! فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها و شنارها و لن ترحضوها بغسل ابدا. و اني ترحضون قتل سليل خاتم النبوه، و سيد شباب اهل الجنه، و ملاذ خبرتكم و مفزع نازلتكم، و منار حجتكم،و مذره سنتكم. الا ساء ما تزرون و بعدا لكم و سحقا، فلقد خاب السعي، و تبت الايدي، و خسرت الصفقه، و بوتم بغضب من الله، و ضربت عليكم الذله و المسكنه.و يكلم يا اهل الكوفه! اتدرون اي كبد لرسول الله فريتم، و اي كريمه له ابرزتم، و اي دم له سفكتم، و اي حرمه له انتهكتم؟ و لقد جئتم بها خرقاء شوهاء كطلاع الارض او ملا السماء افجعجبتم ان مطرت السماء دما و لعذاب الاخره و انتم لا تنصرون.


فلا يستخفنكم المهل فانه لا يخفره البدار، و لا يخاف قوه الثار، و ان ربكم لبالمرصاد».

بقول راوي هذه الخطبه: «فوالله لقد رايت الناس يومئذ حياري يبكون، و قد وضعوا ايديهم في افواههم. و رايت شيخا واقفا الي جنبي يبكي حتي اخضلت لهيته و هو يقول: بابي انتم و امي، كهولكم خير الكهول، و شبابكم خير الشباب، و نساوكم خير النساء، و نسلكم خير نسل لا يخزي و لا ينزي».



پاورقي

[1] روي ذلک القرماني في اواخر الدول.