بازگشت

الحسين مستميت و مستميت من معه


في مكارم الاخلاق تتلالا خله التضحيه تلالو القمر البازغ بين النجوم الزواهر، فاذا شوهد في امرء شعور التضحيه الكتفي الناس بها عن اي مكرمه فيه او ايه ماثره له. و لا عجب، فان الصدق اذا عد اصل الفضائل فان شعور التضحيه هو من اجل مظاهر الصدق و المستميت يميت مع نفسه كل شبهه و شائبه من سمعه او رياء او مكر او دهاء.

اذا فشعور شريف كهذا ينجم في تربه الصدق و يسقي بماء الاخلاص لابد و ان يثمر لاهل الحق بالخير الخالد، و اذا كان الموت ضربه لازب لا مهرب منه و لا محيد عنه فاشتر بهذا العمر القصير نفعا عاما و خيرا خالدا. هي هي و الله صفقه رابحه و تجاره لن تبور، فخير الموت الفداء، و افضل الاضاحي من امات هيكله البائد لاحياء نفع خالد.

كذلك الشهداء في سبيل اصلاح الامه او تحريرها من اسر الظالمين، و سيد هولاء الشهداء الحسن بن علي «ع» الذي احيي- هو و الذي معه- مجد هاشم، و دين محمد «ص»، و معارف القرآن، و شعائر الاسلام، و اخلاق العرب في و ثباتهم ضد سلطله الجور و الفجور. فلم تختلف لهجته، و لا تختلفت سيرته، و لا و هنت عزيمته، و لا ضعفت حركته، و لا ضيع مصالح اعوانه لترضيه عدوانه. و نفس قويه و ابيه


مثل هذه اصحت كالمغناطيش جذابه اليها امثالها و من علي شاكلتها في الاخلاص و التضحيه- و شبه الشي ء مجذوب اليه- فالتف حول الحسين الحق من صحبه و آله من نسجوا علي منواله بتضحيه النفس و النفيس في سبيل الدين و صالح المومنين حتي انه يوم احس بالصد و الحصار بكربلاء و انه مقتول لا محاله عز عليه ان يقتل بسببه غيره [1] فاذن لاهله و صحبه بالتفرق عنه، حيث ان القوم لا يريدون غيره يدرا عنهم الموت، و يحل بيعته عن ذممهم، فخطب فيهم قائلا: «اثني علي الله احسن الثناء،و احمده علي السراء و الضراء، اللهم اني احمدك علي ان اكرمتنا بالنبوه، و علمتنا القرآن، و فقهتنا في الدين، و جعلت لنا اسماعا و ابصارا و افئده، فاجلعنا من الشاكرين اما بعد، فاني لا اعلم اصحابه او في و لا خيرا من اصحابي، و لا اهل بيت ابر و لا اوصل من اهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرا، الا و اني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل من بيعتي، ليس عليكم حرج مني و لا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا» الخ.

فقال له اخوانه و ابناوه و بنواخيه و ابناء عبدالله بن جعفر: «لم نفعل ذلك لنبقي بعدك، لا ارانا الله ذلك ابدا» فقال الحسين «ع»: «يا بني عقيل حسبكم من القتل ما صنع بمسلم، فاذهبوا انتم فقد اذنت لكم». قالوا: «سبحان الله! فما نقول للناس و يقولون لنا؟ انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا و لم نرم معهم بسهم، و لم نطعن معهم برمح، و لم نضرب معهم بسيف، و لا ندري ما صنعوا؟ و لا و الله لا نفعل، و لكن نفديك بانفسنا و اموالنا و اهلينا و نقاتل معك حتي نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك».

و قام اليه مسلم بن عوسجه فقال: «انحن نخلي عنك؟ و بم نعتذر الي الله في اداء حقك؟ حتي اطعن في صدورهم برمحي و اضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، و لو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجاره، و الله لا نخليك حتي يعلم الله انا


قد حفظنا غيبه رسوله فيك، اما و الله لو قد علمت اني اقتل ثم احيي ثم احرق ثم احيي ثم اذري يفعل ذل بي سبعين مره ما فارقتك حتي القي حمامي دونك، و كيف لا افعل ذلك و انما هي قتله واحده، هي الكرامه التي لا نفاد لها ابدا». و قام زهير بن القين فقال: «و الله لودتت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتي اقتل هكذا الف مره و ان الله عز و جل يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن نفس هولاء الفتيان من اهل بيتك».

و تكلم جماعه من اصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم الحسين خيرا.

و روي ان رجلا جاء حتي دخل عسكر الحسين «ع» فجاء الي رجل من اصحابه فقال له:«ان خبر ابنك فلان وافي ان الديلم اسروه فتنصرف معي حتي تسعي في فدائه». فقال: «حتي اصنع ماذا؟ عند الله احتسبه و فنسي» فقال له الحسين: «انصرف و انت في حل من بيعتي، انا اعطيك فداء ابنك». فقال: «هيهات ان افارقك ثم اسال الركبان عن خبرك، لا يكون و الله هذا ابدا و لا افارقك». [2] .



پاورقي

[1] في العقد الفريد ج 2 قال «لما نزل ابن سعد بالحسين و ايقن انهم قاتلوه قام في اصحابه فحمد الله و اثني عليه ثم قال قد نزل بي ما ترون من الامر و ان الدنيا قد تغيرت و تنکرت و ادبر معروفها و اشمازت فلم يبق منها الاصبابه کصبابه الاناء و خسيس عبش کالمرعي الوبيل الا ترون الحق لا يعمل به و الباطل لا ينهي عنه ليرغب المومن في لقاء الله فاني لا اري الموت الا سعاده و الحياه مع الظالمين الا ذلا و ندما». الخ.

[2] انظر الارشاد و مقاتل الطالبين و غيرهما.