بازگشت

جغرافيه كربلاء القديمه


ان لهذا البحث صله قويه بوضوح مقتل الحسين «ع» و حوادثه التاريخيه. و استيفاء هذا البحث يكلف صاحبه، اذ لا يجد المصادر الوافيه بالتفاصيل الجغرافيه عن كربلا القديمه في ايام قتل الحسين «ع». و اني اجتزي ء في اداء هذ الواجب بالمكن، بحسب ما اظنه.

ان كربلاء اسم قديم ماثور في حديث الحسين و ابيه و جده- عليهم السلام- و مفسر بالكرب و البلاء، و ان كربلا منحوته من كلمه: كور بابل العربيه، بمعني مجموعه قري بابليه منها نينوي القريبه من اراضي سده الهنديه، ثم الغاضريه- و تسمي اليوم اراضي الحسينيه-، ثم كربله- بتفخيم الللام بعدها هاء- و تقرب اليوم من مدينه كربلاء جنوبا و شرقا ثم كربلاء او عقر بابل و هي قريبه من الشمال الغربي من الغاضريات و باطلالها آثار باقيه، ثم النواويس [1] و كانت


مقبره عامه قبل الفتح الاسلامي، ثم الحير و يسمي الحائر و هو اليوم موضع قبر الحسين «ع» الي حدود رواق روضته المشرقه او حدود الصحن. و كان لهذا الحائر و هذه فسيحه محدوده بسلسله تلال ممدوده [2] و ربواب تبدا من الشمال الشرقي متصله بموضع باب السدره في الشمال و هكذا الي موضع الباب الزينبي من جهه الغرب، ثم تنزل الي موضع الباب القبلي في جهه الجنوب، و كانت هذه التلال المتقاربه تشكل للناظرين نصف دائره مدخلها الجبهه الشرقيه حيث يتوجه منها الزائر الي مثوي سيدنا العباس بن علي- عليهماالسلام- و يجد المنقبون في اعماق البيوت المحدقه بقبر الحسين «ع» اثار ارتفاعها القديم في اراضي جهات الشمال و الغرب، و لا يجدون في الجهه الشرقيه سوي تربه رخوه و اطئه، الامر الذي يرشدنا الي وضعيه هذه البقعه و انها كانت في عصرها القديم واطئه من جهه الشرق [3] .

و رابيه من جهتي الشمال و الغرب علي شكل هلالي، و في هذه الدائره الهلاليه حوصر ابن الزهراء «ع» في حربه حين قتل كما سياتي:

و اما نهر الفرات فكان عموده الكبير ينحدر من اعاليه يسقي القري الي ضواحي الكوفه، و كذلك ينشق من عمود النهر «الشط» من شمالي المسيب نهر كفرع منه يسيل علي بطاح و وهاد شمالي شرقي كربلاء حتي ينتهي الي قرب مثوي سيدنا العباس- رضي الله تعالي عنه ثم الي نواحي الهنديه، ثم ينحدر فيقترن بعمود الفرات في شمال غربي قريه ذي الكفل و يسمي حتي اليوم العلقمي، و كان هذا الفرات الصغير من صدره الي مصبه يسمي العلقمي. و الطف اسم عام لاراضي نتحسر عنها مياه النهر و سيمت حوالي نهر العلقمي البارزه من شواطئه طفا لذلك، و سميت حادثه الحسين «ع» فيه بواقعه الطف.



پاورقي

[1] «النواويس» جمع ناووس، و هو ظرف م خزف او من خشب. کان البابليون يضعون موتاهم فيها، يدفنوها، و النواويس مقبره في کور بابل.

و قد جاء في خطبه الحسين (ع) المرويه في الارشاد: «و کان باوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و کربلا... الخ.».

[2] و يستنبط شکل الحائر علي هذه الوضعيه مما ثبت في تاريخ المتوکل العباسي عندما اجري الماء علي قبر الحسين لمحو مزاره و آثاره، فحار و استدار حول القبر و الماء بطبعه يجري علي الارض المنخفضه. و جوانب الحائر انت و لا تزال نواشر لا يعلوها الماء غير الجانب الشرقي مما يلي نهر الفرات يومئذ، حيث کان الفيضان يشکل فيه من المشرعه احوارا و آجاما، ثم يعود طفا ايام الفيضان.

[3] و يويد هذا ما رواه جعفر بن قولويه في کامل الزياره، و شيخه الکليني في الکافي، و المجلسي في مزار البحار ص 145 عن الامام الصادق جعفر بن محمد (ع): «ان زائر الحسين يغتسل علي نهر الفرات و يدخل من الجانب الشرقي الي القبر الخ».