بازگشت

الكوفه تقاد الي الحرب


خضعت الكوفه لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم، و انقادت اليه احياؤها و روساوها، و ذللت صعابها تذليلا لكنه لم يزل قلق البال لعلمه بمبلغ تاثير الدعوه الحسينيه في المجامع و المسامع و ماله في العراق من سابقه و لاء و اولياء. و كان ابن زياد محنكا قد درس هو و ابوه حاله العراق الروحيه و سرعه انقلاب هوائه و اهوائه، و ان لابنائه نائمه و قائمه، كم اغترت بهما اولياء الامور و الساسه، فجائز ان ياتيها الحسين «ع» بجنود لا قبل له بها، او يتمركز بالقادسيه فتلتف حوله قبائل باديه الشام و عشائر الفرات- ما بين الكوفه و البصره- او بحدث من اقترا به دوي ينعكس صداه في داخل الكوفه فيستفز الحسيات و النفسيات فيثورون عليه و يستخرجون من سجونه وجوه الشيعه و رووس القبائل، فلا يمسي ابن زياد الا قتيلا او اسيرا.

و علي اي يتهدم كل ما بناه و لا يعود عليه التسامح الا بالخسران و عليه اندفع ابن زياد بجميع قواه الي تامين الخارج بعد تعزيز الامن في الداخل و تحشيده الكوفيين لحاربه الحجسين «ع»، فبادر الي احتلال القادسيه قبل ان يسبقه اليها الحسين و النقاط المهمه في الحدود علي خطوط سابله الحجاز، و ما لبث ان ورد عليه كتاب الحر الرياحي و اتته البشائر تتري علي ان الحسين «ع» ورد و ابعد عن


حدود الكوفه الي جهه الشمال الغربي مسافه قاصيه هو و نفر قليل من خاصته، بحيث لا يعود من الممكن ان يهيمن علي ضواحي الكوفه فضلا عما بينه و بين البصره، و ان جيش الحر الرياحي اصبح يراقبه في المسير و هو كاف لصده او رده.

بات ابن زياد ليلته هادي ء البال، و كتب بذلك كله الي يزيد لتامين خواطر ميلان الحر و صلاته بجيشه مع الحسين «ع» و قال ابن رسول الله جذاب النفوس بهديه و مستملك القلوب بحديثه، فلا يبعد ان يعلن الحر في صحبته ولاءه و انضمامه اليه، و يسري نبا تمرده في امثاله من اركان القياده العسكريه، و يتسع الخرق علي الراقع، او يتمركز الحسين في الانبار فيحصر علي ابن زياد الميره و الذخيره، و لا يسع ابن زياد ان يحاصره بسبب شكل النهر، و موالاه عشائر البر، و قربه من مدائن كسري.

و اينما حل سبط الرسول «ص» ناشرا دعوته الصالحه سواء العراق او ايران- فانها تصادف انتشارا و لا تعدم انصارا. فوثب ابن زياد يبث المواعيد ثانيه و يوزع الاموال بين الشعائر و الاكابر ليولف. منها اجنادا و قوادا.