بازگشت

الكوفه بنظر الحسين


شاغت مبايعه العراق للحسين «ع» بالامامه ففرح اولياوه و اهل الحرمين و تفاءلوا من ذلك بعود الحق الي اهله، عسي ان تموت البدع و تحيا السنن. لكن خاصه الحسين- بعد الاطلاع علي سفر مسلم الي العراق- كانوا بين محبذ و مخطي ء و يمثل الاخير عبدالله بن عباس فجاء الي الحسين «ع» يحذره من الرواح الي العراق و يذكره بخذلانهم اخاه و عصيانهم اباه في حين انهم لم يكونوا يحلمون بامام كابي الحسن «ع» اشرف الناس، و اذكاهم، افصحهم و اسخاهم، و اعلمهم، و اتقاهم يلبس الخشن و يكسوهم حلله، و يبيت طاويا و ينفق عليهم ماكله، و يكد من سعي و سقي، و تصدق علي الفقراء. و اذا شنت عليهم الغارات فهو في مقدمه المدافعين عنهم، يخوض بنفسه حومه الوغي حتي يهزم الجمع و يولون الدبر. فاي اما يكون لهم كعلي و كيف كافئوه و اهله في حياته و بعد وفاته؟!.

نعم، ابن عباس كان حبر الامه و ولي الائمه، رباه اميرالمومنين «ع» و علمه و اسر اليه من صفوه معارفه، و كان راجح العقل و الفضل و الخلق، و كان من اعز اقارنه علي الحسين، فان عليا قام في سنوات اعتزاله الخلافه بتربيه غلمه في المدنيه من اسرته و احبته.

لكن الامام لم ياخذ براي محذر اذ كان يحسب نفسه في واد و المحذر في واد.


فحسين الفتوه- و نفس ابيه بين جنبيه- لا يسعه الا ان يلبي المسغيث به و لا يطيق الصبر علي محق الدين و سحق الموحدين و لو ذاق في جهاده الامرين.

ان غايه ما كان يراه «ع» في تحذير المحذرين ان العراق لا يفي بوعده و لا يقوم علي عهده فهب ان ذلك كذلك فبما ضر الامام ان يتم الحجه عليهم قبل ان يتموا الحجه عليه، فان ظفر بمطلبه من اباده الظالمين فبها و نعمت و الا سار عنهم الي الثغور القاصيه حتي يفتح الله عليه بالحق و هو خير الفاتحين، او ياتيه الموت فيلاقي ربه غير خاضع لاعدائه.

اما رحل الحسين «ع» وفتيته فكانوا كلما ذكروا العراق تجلت لديهم ذكرياته الحسني، و تذكروا حنانه نحو الغريب و طلاوه الحديث الجذاب و العواطف الرقيقه، و ذكروا عذوبه مائه و طيب هوائه علاوه علي ذكر من لقوه بالكوفه ممن تبودلت بينه و بينهم الحقوق و النعم و العواطف و الحسنات.

فكانت هذه و التي سبقت خواطر مهمه ادت الي المسير نحو العراق و قبول ما استدعاه وكيله مسلم في كتابه، غير ان الجميع واثقون من ان الرحيل الي العراق لو كان فانما يكون بعد فريضه الحج و بعد الاضحي.