بازگشت

وضعيه الامام في مكه


حل الحسين في حرم الله مستجيرا به ممن يريدون ارغامه علي مبايعته لرجل الجور و الفجور، و قد استحسن المسلمون اعتصامه بالتقاليد المقدسه عند المسلمين فاخذ القادمون الي الحج يتهافتون عليه، و يهتفون بالدعوه اليه، و يطوفون حوله هذا يلتمس العلم و الحديث و ذاك يقتبس منه الحكم النافعه و الكلم الجامعه ليهتدي بانوارهما في ظلمات الحياه و الرجل بينهم مرآه الكرامه و الشهامه و مثال الحكمه و السلامه، فطارت في الاقطار اخباره و آثاره، و تواترت الكتب و الرسل و الوعود و الوفود لا سيما من كوفه العراق- عاصمه ابيه- من وجوه شيعته و مواليه اذا بلغهم هلاك معاويه فارجفوا بيزيد و عرفوا خبر الحسين و امتناعه من بيعته و ما كان من امر ابن الزبير في ذلك و خروجهما الي مكه، فاجتمعت الشيعه بالكوفه في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا معاويه فحمد الله سليمان و اثني عليه ثم قال:

«ان معاويه قد هلك و ان حسينا اعلن علي القوم خلافه و خرج الي مكه و انتم شيعته و شيعه ابيه، فان كنتم تعلمون انكم ناصروه و مجاهدو عدوه فاكتبوا اليه، و ان خفتم الفشل و الوهن فلا تغروا الرجل في نفسه»

قالوا: «لا، بل نقاتل عدوه و نقتل انفسنا دونه».

كتبوا اليه في اواخر شعبان، و شذ ان تري في الكتب المرسله اليه كتابا


بامضاء الواحد و الاثنين، و انما هي رقاع «مضابط» موقعه باسماء آحاد و عشرات من وجهاء و روساء و شيوخ يعترفون بامامته و يتمنون قدومه اليهم. بالفاظ جذابه و لكنها كذابه، و مواعيد جلابه لكنها خلابه، المشهور احصوا عليه في ايام قلائل اثني عشر الف كتابا، فاختلفت عند ذلك الاشارت عليه من اصحابه و خاصته: فمنهم المشير عليه باقامه مكه و ارسال عماله و دعاته الي الجهات، و منهم المشير عليه بالذهاب الي اليمن منبت الاخلاص و الايمان و مهب الحكمه و العروبه. و قد سبق منهم لابيه و لاوهم الصادق منذ ولاه النبي «ص» عليهم- لو لا ان المتوجه الي اليمن ينقطع خط رجعته كما تنقطع مواصلاته مع الافاق- و منهم المشير عليه بالمسير الي العراق عاصمه ابيه، و موطن اصحابه و مواليه، و معدن الفروسيه و الفراسه، و منبت الاموال و الرجال- و هما قوام كل حكومه-