بازگشت

معاويه و تعقيباته


ناصب معاويه و حزبه عليا و صحبه و كان ما كان من ايام البصره و صفين و النهروان و علي «ع» في كلها غير مخذول، و لا يزداد معاويه الا حقدا عليه و موجده، و تعقب الضغائن اثر الضغائن. و كان معاويه رجل الغدر و حليما الا علي علي «ع» و خاصته.

فلما توفي علي «ع» سنه 40 بسيف ابن ملجم الخارجي ساجدا في محرابه، زال من بين عيني معاويه ذلك الشبح الرهيب الذي كان يخيفه في منامه و في خلواته، و قويت عزائمه و توجهت شطره اكثر النفوس التي كانت رهن سجايا علي «ع» و علومه و منقاده لصوته و سوطه وصيت شجاعته و سماحته، لا سيما و ان الاثار النبويه المشهوره فيه كانت لا تقاس كثره و شهره بما ورد في شان غيره، و الخدمات التي قام علي بها كانت قاطمه الالسن فضلا عن طول عهد الاماره لمعاويه و انتشار حزبه الفعال و توزيعه الاموال.

هذه العوامل و غيرها ضيقت دائره النفوذ عل الحسن بن علي عليه السلام و خليفته و وسعت المجال لمعاويه و حزبه، فانتقم من علي بعد وفاته و سب عليا علي المنابر، و المنائر، و الالسن، و الكتب.

و يا بوسها من حيله و وسيله الاستئصال مجد بني هاشم بثلب كبير هم و قد قال


ابن عباس: «انهم يريدون بسبب علي سب رسول الله» ثم لم يقنع بذلك فاخذ يتتبع خاصه علي عليه السلام بالسم و الاسل و يقول: «ان لله جنودا من عسل» يعني السم المعسول الي اعدائه، و لم يسع حمله احصاب علي و بنيه قط قدس سما ذريعا الي زوجه الحسن السبط فقتلته اغترارا بموعد زواجها من يزيد.