بازگشت

سلسله عوامل النهضه


ينمي مورخه الغرب معارضه بني اميه لبني علي «ع» الي زمن ابعد مدي مما اشتهر،

و الي قطيعه حدثيت بين هاشم و شقيقه عبد شمس ولدي عبد مناف القرشي. و كانت المعارضه اذ ذاك بينهما فقط، ثم تفشت بعد مائه عام بين حزبين قويين: حزب التوحيد و عميده المصطفي «ص». و حزب الشرك و اقطابه ابوسفيان و ابوجهل و الحكم و الوليد و خمسه عشر آخرون. و بقيت نار الجدال و القتال مستمره بين الحزبين 19 عاما حتي اذا جاء نصر الله و الفتح و دخل الناس في دين الله افواجا و دخل معهم هولاء طوعا او كرها، فخمدت تلك النار الموقده الا في الافئده بضعا و ثلاثين سنه حتي استثارها مروان في اماره عثمان و اثار مع الحفائظ نيران الفتن و الاحن. و عميد الحرب الهاشمي علي عليه السلام رجل الحق و في انصاره المهاجرون و ابطال مصر و العراقين و شعارهم الحق، و الفضيله، و حفظ الحرمات. كما اقام الجانب المعارض امره علي دعائم الغدر، و المكر، و طلب الملك، و الشهوات هم معاويه و زياد بن ابيه و عمر بن العاص و مروان و المغيره بن شعبه و اشباههم . فاستخدموا في سبيل الانتصار كل وسيله و حيله زهاء ربع قرن ملوه الفجايع و الفظايع حتي اجتجب الحق و تواري اهله، و فاز ابن ابي سفيان و اهلوه في كل منكر فعلوه حتي في اقامه الجمعه في غير يومها و حتي في استحلقاه زياد و استخلاف


يزيد [1] و حتي.. و حتي.. استنوقوا الجمل و ظنوا موت الحق، و لكن الحق حي لا يموت. هنالك دعي طغيان الغرور يزيد الجور و الفجور ان يطالب اباه باقتران ارينب «ام خالد» ربه الخدر و الجمال و هي مبتعله بزوجها عبدالله. قالوا: «ان يزيد بن معاويه كان يتحري اخبار الفتيات الحسان فبلغه من وصف ارينب بنت اسحاق القرشي و كمال جمالها ما استثار هواه و ظل يترقب فرصه اعلام ابيه برغبته اليها فيزوجها منه، فسمع يوما بزواجها من ابن عمها عبدالله بن سلام فشق عليه ذلك و ابلغ اباه معاويه بما هو فيه و انه مشرف علي الهلكه من خيبه الامل، فامره ابوه ان يكتم رغبته حتي يتمكن من استدارك ما فاته، ثم استدعي عبدالله بن سلام الي الشام و اكرم ضيافته و ارسل اليه ابا هريره ليرغبه الي مصاهره معاويه و تزويج اخت يزيد اياه، فرحب عبدالله برغبه معاويه وليي هذا الطلب بكل شكر و ثناء، فرجع ابوهريره بذلك الي معاويه، فقال معاويه: سر يا اباهريره الي ابنتي و اعلمها برغبتي الي زواجها، فان الاقدام علي ما فيه رضاوها احوط و اقرب الي رضاء الله تعالي. و كان معاويه قد بيت الكلام مع ابنته و علمها الذي تقوله في الجواب. و لما اتاها ابوهريره بمقاله ابيها معاويه و امتدح عندها عبدالله بن سلام اجابت بانها لا تابي ما اختاروا لها لو لا انها تخشي وجود زوجته «ارينب» فيدركها ما يدرك المراه من ضرتها مما يغضب الله و يغضب اباها، فخرج ابو هريره الي عبدالله بن سلام بالخبر و استقر رايهم علي طلاق ارينب فطلقها عبدالله بن سلام طمعا في مصاهره معاويه و جلاله ملكه، و بعد ما توثق معاويه من طلاق ارينب جهز اليها اباهريره ليخبرها بامر زوجها عبدالله و ان يزوجها من ابنه يزيد بما شاءت من صداق. و ظل ابن سلام يطالب معاويه بانجاز ما وعده و معاويه يماطله، حتي سمع بان


مخطوبته تكره قبوله زاعمه ان الذي يطلق ابنه عمه التي فاقت اقرانها مالا و جمالا و كمالا و شرفا لا يصعب عليه ان يطلق الثانيه يوما ما. و شاعت مكيده معاويه في الملاء و انه يبغي وراء حرمان عبدالله بن سلام من زوجته ارينب ان بزوجها من يزيد، و خرج ابن سلام من الشام غضبان اسفا. اما ابوهريره فمر بالحسين بن علي «ع» في طريقه فسلم عليه فاحتفل به الحسين « ع» و ساله عما جاء به من الشام فقص عليه خبره فنا شده الله ان يذكره عند ارينب عسي ان ترضي بالحسين زوجا لها، فقبل ذلك ابوهريره و جاء الي ارينب و اخبرها بما فعل زوجها عبدالله بن سلام.. بائنه فبكت ارينب و لما هدا روعها و استرجعت قال لها ابوهريره: «انك لا تعدمين طلابا خيرا من عبدالله بن سلام و قد رغب الي زواجك يزيد بن معاويه و الحسين بن علي «ع» و هما معرفان لديك باحسن ما تبتغينه في الرجال، و يبذلان لك ما تشائين من الصداق». ثم لما عاودها علي اختيار رايها في الرجلين قالت: «انك خير من استشيره في الامر فاختر لي» فقال ابوهريره: «لا اختار فم احد علي فم قبله رسول الله تضعين شفتيك في موضع شفتي رسول الله». قالت: «فلا اختار علي الحسين بن علي احدا وهو ريحانه النبي و سيد شباب اهل الجنه» فعقد عليها الحسين. و لما بلغ ذلك معاويه سخط سخطا شديدا و قال:



انعمي ام خالد

رب ساع لقاعد [2] .



حنق يزيد علي الحسين بن علي حنقا لا مزيد عليه، و استهون الامر عبدالله بن سلام و خف عليه حزنه و جاء الي الحسين «ع» و طلب منه ان يسال ارينب رد امانته التي اودعها لديها عندما سافر الي الشام و هي خلاصه ما يملكه من دنياه. فجاء الحسين الي ارينب و قال لها: «ان زوجها عبدالله بن سلام يطالبها بوديعه اودعها لديها» فقالت: «صدق و ها هي وديعته» و اخرجت بدرا مختومه، فدعا الحسين عبدالله و قال له: «ادخل عليها و استلم وديعتك من يدها كما استلمتها من يدك». فدخل عبدالله و بكي و بكت معه و استملم الودايع منها سالمه ثم قال لهما


الحسين: «ارجعا الي ما كنتما عليه، فاني اشهد الله انها طالقه و اني لم المسها و ما ادخلتها في بيتي و تحت نكاحي الا محافظه لها من يزيد و من كيد ابيه، فخذ بيدها و اذهبا حيث شئتما».

فبكيا من الوجد طويلا و ارادت ارينب ان تعيد الي سيدها الحسين صداقها فوهبها الحسين قائلا: «ان الذي ارجوه من الله تعالي خير لي من ذلك» و لم يسترجع منها شيئا كرامه منه و احسانا.

نعم دفعت سجيه الفضيله حسينها الي صيانه عرض عبدالله من عدو الله بعد ان عرف من سجاياه هتك الحرمات، و عرف من سجايا ابيه تبديل اثار جده و تبديد مجده، و تذكر بعد ذلك سم اخيه و سب ابيه، و ما فعلت هند بعمه، و اذي صخر لجده، و ان الذي اضمروه له و لاسرته- او بالاحري لامته- في مستقبل الزمن اسوء من ماضيه. كل هذه الذكريات دفعت حسين الشرف الي ابراز هذه المآثر التاريخيه المتلالئه في سماء الفضائل.

لقد اثرت عمليه الحسين (ع) تاثيرها الحسن في نفوس بني الضاد رقاه الشرف و دعاه مكارم الاخلاق، كما انها اثارت من يزيد احقادا خمد نارها او كادت فوق ما ذكرته اند حار ابيه امام جدال الحسن، و قتال ابيه، و مصرع عتبه و شيبه و حنظله و سائر اشياخه، و الذل الذي لحق جده يوم عرض نصرته لعلي (ع)و يوم عرض اسلامه للنبي (ص) و عند استجارته بهما في المدنيه.. فصمم من فوره علي الانتقام من حسين الفضيله اشد الانتقام حينما اصبحت الامور له مستقه و الجماهير به مستوثقه و فيهم عبيدالله بن زياد ان لم يكن زياد.



پاورقي

[1] قال الحسن البصري: «اربع خصال في معاويه لو لم تکن الا واحده منها لکانت موبقه: انتزاوه علي هذه الامه بالسيف حتي اخذ الامر من غير مشوره و فيهم بقايا الصحابه و ذووا الفضيله، و استخلافه من بعده سکيرا يلبس الحرير و يضرب بالطسنابر، و ادعاوه زيادا و قد قال رسول‏ الله: «الولد للفراش و للعاهر الحجر». و قتله حجرا و اصحاب حجر و يا ويلا له من حجر و اصحاب حجر» الکامل لابن الاثير.

[2] النصائح الکافيه ص 97. وام‏خالد کانت کغبه ارينب.