بازگشت

الفضيله و الرذيله


الفضيله محبوبه الجميع و الرذيله مكروهه الا لدي صاحبها. و اذا عدت الفضائل فضيله، فضيله: من وفاء، و سخاء، و صدق، و صفاء، و شجاعه، و اباء، و علم، و عباده، و عفه و زهد، فحسين التاريخ رجل الفضيله بجميع مظاهرها، كما ان معارضيه رجال الرذائل بكل معانيها لا يتناهون عن منكر فعلوه.

فاتت من اجل ذلك نهضه الحسين عليه السلام امثوله الحق و العدل، اذ بطل روايتها اقوي مثال للفضيله، و قد كانت حركه يزيد [1] .

امثوله الباطل و الظلم، اذ


بطل روايتها اقوي مثال للرذيله و الفجور. و ما حربهما الا تمثيلا لصراع الحق و الباطل. و الحق مهما قل مساعده و ذل ساعده في البدايه فان النصر و الفخر حليفاه عند النهايه «و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون».



پاورقي

[1] طفحت مدونات التاريخ بمظالم يزيد و هتکه لحرمات الدين و الحرمين في ايامه القصيره، و يشترک معه- طبعا- في الاثم کل من ساعده عليه او ساعده علي استخلافه. کلامغيره بن شعبه الذي حمل معاويه علي استخلاف يزيد و قصته معروفه، فصار ابوه لا يتربث في ترشيحه للخلافه فولاه اماره الحج مرتين بعد ان استتب له الامر، و ولاه الصائفه تاريه و قياده الجيش اخري- و الصائفه غزوه الروم، لانهم کانوا يغزون صيفا، و صائفه القوم ميرتهم في الصيف- کما و اخذ له البيعه من المسلمين فيحياته طوعا و کرها غير مبال بمن خالفوه و شنعوا عليه حتي مات معاويه سنه ستين و نادي يزيد بنفسه ملکا علي المسلمين و خليفه عن اسلافه. و قد استمر ولايته ثلاث سنوات تقريبا فکان عمله في السنه الاولي قتل الحسين ريحانه النبي (ص) و البقيه من آله- علي الوجه المشروح في هذا الکتاب- و سبي ذراريه و عياله الي الشام باسوء من سبايا المشرکين. و لم تقف سوء نيته عند هذا الحد حتي ثني الفاجعه الاولي بالاخري و تسمي « الحره» فاخاف مدينه الرسول و جبرانه سنه 63 ه لاجل انکارهم عليه منکرات اعماله المخالفه للشريعه، و في صحيح مسلم عنه (ص): «من اخاف اهل المدنيه اخافه الله و کانت عليه لعنه الله و الملائکه و الناس اجمعين» و امر يزيد باباحه حرم النبي (ص) لجيشه ثلاثه ايام فعبثوا بها سلبا و نهبا و قتلا و بغيا. حتي قيل في سفک دمائها و هتک نسائها ما يقشعر منه الانسان، فلم يبق بعدها بدري في العرب و اخذ منهم، بالقهرا اقرارهم علي انهم عبيده و اماوه لا يملکون في جنب اوامره مالا او عرضا او رقبه، و قتل کل ممتنع عن هذه البيعه القاسيه ما عدا علي بن الحسين (ع)، و ختم سني امرته بحصار الکعبه و رميها بالحجاره من المنجنيق المنصوب علي حبل ابي‏قبيس، و باستباحه القتل في البلد الحرام و في الشهر الحرام: اي محرم سنه اربع و ستين بغرض ارغام عبيدالله بن الزبير- المستجير هو و من معه بالمسجد الحرام- و رمي الکعبه بالنار يوم الست ثالث ربيع الاول فاجرق استارها و سقفها و قرني کبش اسماعيل فيها، و بقيت النار مضطرمه احد عشر يوما و في اثناء ذلک کان هلاک يزيد فيرابع عشر ربيع الاول الموافق لعاشر نوفمبر سنه 682 م.