بازگشت

اثار الحركه الحسينيه


كان مآل الاحوال السالفه محق الحق بالقوه، و سحق المعنويات بالماديات، و

انقراض الائمه و ا لامه بانقراض الاخلاق و المعارف لو لا ان يقيض الرحمن لا نقاذ هذه الامه حسينا آيه للحق، و رايه للعدل، و رمزا للفضيله، و مثالا للاخلاص يوازن نفسه و نفوس الامه في ميزان الشهامه، فيجد الرجحان الكافي لكفه الامه فينهض مدافعا عن عقيدته، عن حجته، عن امته، عن شريعته، دفاع من لا ينبغي لقربانه مهرا، و لا يسالكم عليه اجرا، و دون ان تلوي لواءه لائمه عدو او لائمه صديق، و لا يصده عن قصده مال مطمع، او جاه مصطنع، او رافه باله، او مخافه علي عياله. هذا حسين التاريخ و الذي يصلح ان يكون المثل الاعلي لرجال الاصلاح و قلب حكم غاشم ظالم دون ان تاخذه في الله لومه لائم، و قذ بدت لنهضته آثار عامه النفع جليله الشان فانها: اولا-: اولدت حركه و بركه في رجال الاصلاح و المنكرين لكل امر منكر: حيث اقتفي بالحسين السبط ابناء الزبير، و المختار الثقفي، و ابن الاشتر، و جماعه التوابين، و زيد الشهيد، حتي عهد سميه الحسين بن علي شهيد فخ، و حتي عهدنا الحاضر ممن لا يحصون في مختلف الازمنه و الامكنه، فخابت آمال اميه فيه، اذ


ظنت انها قتلت حسينا فاماتت بشخصه شخصيته و ابادت روحه و دعوته. كلا! ثم كلا! لقد احيت حسينا في قتله و اوجدت من كل قطره دم منه حسينا ناهضا بدعوته داعيا الي نهضته. اجل! فان الحسين لم يكن الا هاتف الحق، و داعي الله، و نور الحق لا يخفي، و نار الله لا تطفي، و يابي الله الا ان يتم نوره و يعم ظهوره. ثانيا-: ان الحسين عليه السلام- بقيامه في وجه الجور و الفجور مقابلا و مقاتلا- احيا ذلك الشعور الاسلامي السامي الذي مات في حياه معاويه او كاد ان يموت، و نبه العامه الي حب الحياه، و رعايه الذات و اللذات، و التخوف علي الجاه و العائلات. لو كانت تبرر لاولياء الدين مصافات المعتدين لكان الحسين اقدر و اجدر من غيره، لكنه اعرض عنها اذ رآها تنافي الايمان و الوجدان، و تناقض الشهامه و الكرامه، فجددت نهضته في النفوس روح التدين الصادق و عزه في نفوس المومنين عن تحمل الضيم و الظلم و عن ان يعيشوا سوقه كالانعام و انتعشت احساسات تحرير الرقاب و الضمائر من اغلال المستبدين و اوهام المفسدين. ثالثا-: ان النهضه الحسينيه هزت القرائح و الجوارح نحو الاخلاص و التفادي، و اتبعت الصوائح بالنوائح لتلبيه دعاه الحق و استجابه حماه العدل في العالم الاسلامي و انعاش روح الصدق و هو راس الفضائل. و بوجه الاجمال عدت نهضه الحسين «ع» ينبوع حركات اجتماعيه باقيه الذكر و الخير في ممالك الاسلام، خففت ويلات المسلمين يتخفيف غلواء المعتدين، فاي خير كهذا الينبوع السيال و المثال السائر في بطون الاجيال.