بازگشت

خلافه يزيد و خلاف الحسين له


خلافه النبي «ص»: نيابه عنه في الولايه علي الامه في جميع شوونها، او جميع شوونه الا الوحي، فهي اخت النبوه و شريكتها في البيعه و العهد و الرياسه العامه و سمي المتولي لهذا العهد «اماما» يجب الاقتداء بافعاله و الاهتداء

باقواله، لذلك اجمعت امه محمد صلي الله عليه و آله و سلم: علي اشتراط العداله فيه مع الفضل الديني كما نص عليه القرآن الحكيم في آيه ابراهيم: « اني جاعلك للناس اماما قال: و من ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين» كذلك اشترطوا في متن بيعته: العمل بكتاب الله و سنه رسوله خوفا من حصول سوء الاختيار او فسوق المختار. و لقد ثار المهاجرون و الانصار و مسلموا مصر و الامصار علي عثمان بن عفان حتي كان ما كان من امره و امر مروان، كل ذلك انكارا منهم لاحداث تخالف الكتاب و السنه، و لقد كان الاحري بالجمهور و اولياء الامور: ان يعتبروا بهذا الحادث و ياخذوا دروسا من الحوادث فلا يومروا الا من ائتمنوه علي الدين لكي يسير فيهم علي الهدي و الصلاح، لكن ابن هند و عصبته- المستخفه بالحق- لم يتبعوا سبيل المومنين يوم ملكوا رقاب المسلمين و اخضعوا امام قوتهم حتي المهاجرين. هذا «و لم يحس من الحسين بعد الحسن «عليهما السلام» موجه خلاف او رغبه


الخلافه، بل اقام مسيرته الهادئه برهنا ساطعا علي زهده عنها، اذ كان يفضل هدوه الشعب علي الشغب، و لكن علي شريطه حفظ الشرع و ظواهره و الدين و شعائره- و لو نوعا ما- اما ان يري يزيد ممثلا عن جده الامين و خليفته في المسلمين مع استهتاره و فسقه و فسق اعماله فشي ء لا يستطيع حمله صدر الحسين و امثاله! و بالرغم من صبر الحسين و احتسابه مده اربعين عاما من اماره معاويه مرت حوادث مره ضاق عنها صدر ابن علي الرحب و او غرت صدر يزيد من الجهه الخري اخص بالذكر منها حدثين بارزين استثار الواحد منهما حنق يزيد و كل ما في حفايظه من ضغائن و هو ما سنقصه عليك من امر ارينب بنت اسحاق سيده الجمال [1] كما استشار الحدث. الثاني من حسين الفتوه كل شهامه و مروه، و حول و قوه، و ذلك اهتمام ابن هند لاستخلاف ولده يزيد اماما للمسلمين و اميرا علي المومنين، اذ كان معاويه الدهاء يحاول ذلك من شتي الوجوه بين اجد و الهزل علي السنه المتزلفين اليه. تذاكر معاويه يوما مع الناس في بيعه يزيد و الاحنف بن قيس جالس لا يتكلم فقال: ما لك لا تقول يا ابابحر؟ قال: اخافك ان صدقت و اخاف الله ان كذبت. و رووا عن معاويه انه اظهر بعد موت زياد ابن ابيه كتابا مفتعلا عن خطهبتحويل الخلافه و ولايه عهدها الي يزيد. [2] .

و عن الحسن البصري انه قال: «افسد امر هذه الامه اثنان: عمرو بن العاص في التحكيم و المغيره بن شعبه، فانه كان عامل معاويه علي الكوفه، فكتب اليه معاويه: اذا قرات كتابي معزولا. فابطا عنه، فلما ورد عليه قال: ما ابطا بك؟ قال امر كنت اوطوه و اهيوه. قال: ما هو: قال: البيعه اليزيد من بعدك. قال: او قد فعلت؟ قال: نعم. قال: فارجع الي عملك فلما خرج قال له اصحابه: ما وراوك؟ قال: و ضعت رجل معاويه في غرزغي لا يزال فيه الي يوم القيامه».


ثم حج معاويه و في صحبته يزيد يقدمه الي المهاجرين كمرشح للخلافه بعده، فدخل عليه الحسين في المدنيه و هو علي ما هو عليه من التظاهر بالفحور و شرب الخمور فلم يسوه يومئذ الا التجاهر بانكار هذا العمل و انضم الي صوته اصواب ثلثه من اكابر الصحابه، و ابن صخر من ورائه ينثر الذهب و الفضه و يبث المواعيد حتي انحصرت اصوات المعارضين في اربعه، فحس ابن الرسول باول خذلان من امته في مدينه جده. و ما عاد ابن صخر الي الشام حتي راجت في المدينه و صايته بمبارات معارضيه الاربعه و لا سيما الحسين بن فاطمه، فهدات سوره ابن البتول اذ وجد امامه متسعا، و يري اثر هذه الصدمه في قلوب الامه و موجه الحركات العامه ان قضي طاغيه الشام نحبه، فدبر ابن علي امره حسبما تسمح له الظروف و تساعده الاحوال، الا انه فوجي ء من يزيد باخذه البيعه منه خاصه و من الناس عامه و صحت مكيده ابن هند في تخديره الاعصاب من وصيته بالحسين «ع» بينما كان ابن الرسول قالعا منهم بالسكوت عنه، لكنهم لم يقنعوا منه بالحيده و لا بالعزله و لا بالخروج الي الثغور او الي اقصي المعمور.



پاورقي

[1] عقد الفريد ج 2 ص 100.

[2] العقد الفريد.