بازگشت

البوق


المعبّر عنه في لسان العامة (البوري)، لم يعهد استعماله قديماً وحديثاً لأهل الطرب والملاهي كالعود والأوتار والمزامير وإنما يستعمل في الحرب للتنبيه ولحشر الجنود وتسيير المواكب لحرب أو لغيرها فهو في الحقيقة آلة تنبيه وإعلام لا آلة طرب نحو الآلة الصغيرة الصافرة التي يستعملها الشّرط والحرس اليوم للتنبيه ليلاً ونهاراً... ومن عرف الخاصية الطبيعة لهيئته الوضعية يعرف بأنه يستحيل أن يخرج بالنفخ فيه صوت مطرب ولذلك يحصل الجزم لكل عارف به أنّه ليس من المزامير المعدودة من آلات اللهو. ابتدع الشكل الطبيعي للبوق لأجل خروج صوت عال مرتفع مستهجن يبلغ بارتفاعه وهُجنته ما لا يبلغه أرفع صوت مجرّد، وهو كلّما دق موضع النفخ منه واتسعت فوهته العليا زاد صوته ارتفاعاً وهجنة فلارتفاعه استعمل لتنبيه الجند، ولهجنته جعل جزء من (الجوق الموسيقي) للتأليف بين نحو عشرين صوتاً من الأصوات المختلفة في نفخة واحدة لحصول الطرب بالمجموع ولكنه لو انفرد لا يكون ولا يصلح لذلك ولذلك لا ينبغي عدّه من الآلات المشتركة بين اللهو وغيره، وإذا لم يكن من المزامير ولا من آلات اللهو فما هو البرهان علي تحريمه؟! لم يوجد في الأدلة ما يتضمن النهي عن، ولم يوجد في الأدلة ما يتضمن النهي عن استعماله بخصوصه فيما حضرني من كتب الاستدلال، من غير فحص كامل.