بازگشت

خاتمة مسكية


الأئمة (سلام الله عليهم) نورهم واحد وطينتهم واحدة وان تفاوتوا في الفضل (إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم) [1] .

ولكن للشيعة علاقة خاصة بالحسين (عليه السلام) لا تشبه علاقتهم بمن هو أفضل منه، وتلك من خصوصيات الحسين (عليه السلام) التي لا تنافي أفضلية غيره منه، فإنّ للتفاوت في الفضيلة مقام وللخصوصية مقام آخر وقد عوّضه الله جلّ شأنه عن شهادته بخصال منها المحبة في القلوب ومنها كونه (وسيلة النجاة).

إنّ محبة الحسين (عليه السلام) والرقة عليه فطرية، حتي من غير الجعفرية، ولكن لهؤلاء ـ حتي أبسط البسط منهم ـ علاقة خاصة به لم تأت لهم من قبل سماع واطلاع، بل غريزة وارتكاز فلذلك تجدهم يتفنّنون في التعلق به بإيجاد أسباب لم تعرف من قبلهم ولم يدركها أحد سواهم توصلاً إلي إحياء ذكره وتعلقاً بسبب منه يوجب البركة عليهم في الدنيا والعقبي، وتراهم من صميم قلوبهم يعلّقون آمال نجاتهم من وزر الخطايا به أكثر ممن هو أشرف منه وأفضل.

وكما أنّ هذا فطري فيهم فكذلك هم مفطورون علي أنه بمقدار حزنهم علي الحسين وسائر الأئمة (عليهم السلام) وإظهار مظلوميتهم يكون تكفير سيئاتهم وارتفاع درجاتهم والمتعمق في الأسرار، والمتعمّق في الأسرار، المتتبع للأخبار يحصل له ـ بتتبعه وتعمّقه ـ الجزم بأنّ ما تفعله الشيعة من ضروب مظاهر الحزن هو دون الحق الثابت في مصاب الحسين (عليه السلام) وانه لو كان فوقه شيء لكان رجحاً في سبيل ذلك المصاب الهائل وإن استهزأ به وسخر الجاهلون…

فلندع الشيعة وما يفعلون في شأن أئمتهم في حزنهم وفرحهم ما لم يفعلوا في ذلك الشأن العظيم محرّماً، فإنه علينا حينئذ المنع عن ذلك المحرّم فحسب ونردعهم عنه ولا نتعرض لجل ما يقومون به من مظاهر الحزن والفرح بشيء، فقد قال الصادق (عليه السلام) في حقهم: شيعتنا منّا خلقوا من فاضل طينتنا، وعجنوا بنور ولايتنا رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة يصيبهم ما أصابنا وتبكيهم أوصابنا، يحزنهم حزننا، ويسرهم سرورنا ونحن أيضاً نتألم لتألمهم، ونطّلع علي أحوالهم فهم معنا لا يفارقونا، ونحن معهم لا نفارقهم، ثم قال: اللهم إن شيعتنا منا، فمن ذكر مصابنا، وبكي لأجلنا استحيي الله أن يعذبه بالنار.

وعلي هذا الخبر الشريف العالي المضامين اختم رسالتي هذه وبالختام تتميماً للمقال أذكر أموراً مهمة:


پاورقي

[1] الآية (36) من سورة التوبة.