بازگشت

الامام الشيخ محمد حسن النجفي


ولقد سئل العلامة المؤتمن (الشيخ محمد حسن) صاحب كتاب (الجواهر) عن مثل ذلك؟ فأجاب بإخبار تمثيل النبي (صلي الله عليه وآله) والأئمة أشباحاً نورانية حول العرش قبل خلقهم، وأخبار تمثيل مثال لكل مؤمن في السماء بارزاً للملائكة حال إطاعته في الدنيا مستوراً عنهم حال عصيانه، وليس غرضي الاستدلال بهذا لشرعية التمثيل لأني في غُنية عنه بما أسلفته وفيه كفاية للمتبصر.

ثانيهما: إنه ذكر في الصفحة 8 مخاطباً لمستعمل الشبيه أيضاً ما ملخصه: (حسب الدهر صدمة ما فعله يزيد بعقائل النبوة، فمالك في كلّ سنة علي ما فعلوه تزيد؟! دعهم منفردين بالخزي الذي سود وجوههم في الدنيا والعقبي، فما وجه تكريرك مثل ما فعلوه وما لم يفعلوه في كل عام حتي توجب سخرية ذوي العقول والأوغاد الطغام بدين الإسلام؟ انتهي.

فإن أراد الإنكار علي ظهور النساء مسبية مهتوكة فالإنكار في محلّة، وان كان مراده ما عني به غير واحد من أفراد (الجمعية الأموية) وضرب علي وتيرته بعض الكتاب العصريين من قوله: (إنّ يزيد قتل الحسين (عليه السلام) مرة والشيعة تقتله في كل عام مرة) فوا سوأتاه. إنّ أولئك يلقون تلك الأقاويل بذراً في قلوب العامة بأطوار وأساليب مختلفة لتثمر لهم ترك التذكارات الحسينية جميعاً حتي ينتهي الأمر بالآخرة إلي إنكار قتل الحسين. فما بال المصلح من الشيعة يتبع تمويهاتهم غفلة عن حقيقة الحال؟!

إنّ الشيعة لا تقتل الحسين (عليه السلام) في كل عام، وإنما تحيي ذكره وتذكر فضله في كلّ عام، بل في كل يوم، وليس في ذلك حطّ من قدره كما يزعمون ويموّهون، لانّ الشيعة بتلك التذكارات لا تسند إليه (سلام الله عليه) أمراً قبيحاً ليكون موجباً للحطّ من مقداره، وقد تضمن التاريخ وخلد فضايع متناهية الفضاعة قد وقعت علي عظماء الرجال ولم تعدّ حطّّاً من مقامهم، فلما لذلك العضو النبوي يعد من أسباب الحط من شرفه إقامة تذكاراته التي تجتني الشيعة منها من لدن قتله للآن ما يحفظ كيانهم ويربط فيما بينهم بأحكم الروابط بعد الجامعة الإسلامية؟!