غلبوا عدوهم و رجعوا فظنهم انهزموا
و قد قيل: (لما انهزم أصحاب عيسي تبعتهم رايات ابراهيم في آثارهم، فنادي منادي ابراهيم: ألا لا تتبعوا مدبرا، فكرت الرايات راجعة، و رآها أصحاب عيسي فخالوهم انهزموا، فكروا في آثارهم فكانت الهزيمة) [1] .
انقلبت موازين تلك المعركة في طرفة عين، فبينما كان بعض المنهزمين من جنود الدولة يصلون الكوفة و كان المنصور يعد عدته للهرب منها، أنهي ذلك السهم العائر المعركة بعد أن أصاب من ابراهيم مقتلا، و انتهت تلك الثورة الكبيرة التي كادت أن تطيح بالعرش العباسي الناشي ء.
و كانت حصة البصرة من عقوبة (المنصور) لا تقل عن عقوبة المدينة، حتي أنه أمر عامله عليها أن يفسد ثمرها، و عزله عندما تلكأ في ذلك، و ولي من قدم اليها فعاث فيها فسادا.
پاورقي
[1] الطبري 476/4 و ابنالاثير 174/5 و ما بعدها.