بازگشت

فرعون لا يري الا نفسه و مصالحه


السلطان لن يري الا سلطانه، و سيكون كل من يريد أن ينال من هذا السلطان عدوا له، حتي و لو كان هو الاسلام نفسه.. و سيجد أن عليه لا أنم يطوع نفسه لكي يسير مثلما يريد الاسلام، بل ليطوع الاسلام ليكون مثلما يريد هو، يشكله و يبرزه بحلة جديدة (مقلوبة علي حد تعبير أميرالمؤمنين) أمام الناس، حلة تنسجم مع حلة السلطان نفسه، و الا فانه سيعلن رفض الاسلام جملة و تفصيلا، و سيهدد الامة


باشارات موحية واضحة، بأنه ليس بحاجة اليه ما دام قد أوجد قانونه الخاص به و ما دام يستطيع هو بجنده و شرطه و أمواله أن يسوس الناس و يسيطر عليهم و يضمن مصالحه و مصالح أعوانه و مقربيه.

سيكون الذي يخص ببلاء دولة الظلم - و هي الدولة الأموية التي يتكلم عنها أميرالمؤمنين عليه السلام هنا - من أبصر من أبناء الأمة و وعي و أدرك ابعاد الفتنة الأموية الكبيرة لأن هذا وحده جدير بأن يتصدي لها و يقف بوجهها و يمنع انتشارها، أما من عمي عنها و لم يبصرها، و لم ير هناك ظلما ينبغي أن يقف عند حده، فليس بعدو لهذه الدولة، بل انها تستغله لصالحها و هو عون لها في مشاريعها و تصرفاتها..

دولة الظلم ستبدو مزدهرة قوية حتي لتبدو الدنيا معها أنها معقولة علي الظالمين من بني أمية و أنها مرهونة باراداتهم و مشيئتهم الي الابد يستعبدون الأمة و يستأثرون بكل شي ء، سيري كثيرون ذلك و يعتقدون أن الامور وجدت لتبقي هكذا الي الابد و أن عليهم أن يستسلموا لهذه الأوضاع فلا يسعون للتغيير و التمرد.

و ستتمادي الدولة في ظلمها الي أبعد حد - معتقدة أنها قوية فعلا - و أن الامور ستسير لصالحها الي الابد و لن يكون لظلمها مدي معين تقف عنده و لا تتجاوزه، و انما ستستحل كل محرم، بعد أن تجعل الجميع يعتقدون أنه غير محرم فعلا، حتي و ان اعتقد بعضهم ذلك، فالبعض لا يهمها ما دامت قادرة علي اسكاته.. وليبك علي دينه.. وليبك آخر علي دنياه.. فهي قد استأثرت بكل شي ء.. و لم تدع حتي لأولئك الذين اعتقدوا أنهم سيعيشون حياة كريمة بعيدا عن العوز و الحرمان - فرصة الامل بذلك، فكيف بالحصول عليه.