بازگشت

عمل مقصود لابعاد الامة عن الاسلام


ان العمل الدؤوب المنظم لحرف الامة عن الاسلام و ابعادها عنه و الذي كرس له معاوية كل امكاناته و وقته نجح نجاحا (باهرا) و جعل شريحة كبيرة منها منذ البداية، و هم أهل الشام، تنظر الي الاسلام و الحياة بجملها بمنظاره و مفاهيمه.. و كان غلبته و سيطرته علي منصب الحكم سيتيح له أن يجعل الامة كلها تستسلم له و تنحرف معه، مؤمنة له الوضع الذي يستطيع معه انكار كل شروط العقد الالهي للخلافة الوارد في القرآن الكريم و المبين بدقة من قبل النبي صلي الله عليه و آله و سلم و وصيه عليه السلام، و الذي كان يفترض و هو (معاوية) أحد أطرافه، و قد أصبح (خليفة) فعلا، أن يكون أشد الملتزمين به و المدافعين عنه. و هكذا كان أول خارج عن صيغة الحكم أو الخلافة الاسلامية عن عمد و سبق اصرار، و لم يكن مجرد منحرف عن تلك الصيغة التي جاء بها الاسلام و أرادها أن تكون صيغة دائمية... و هكذا خرج ورثته عن تلك الصيغة التي ربما لم يعرفوها أصلا.

فكانوا أربابا من دون الله لا يهمهم سوي تحقيق مصالحهم و منافعهم، يقربون من يعمل لتقوية سلطانهم و ملكهم و يبعدون من لا يلمسون منه النفع، و يقتلون و يفقرون من يشكون في ولائه و يحتملون عداوته.

و ما يملك العبد اذا ما آذاه ربه! قد يكون مغيظا أو محنقا، و قد يتمتم مع نفسه أو مع بعض العبيد الآخرين كلمات يعبر بها عن غيظه و انزعاجه، و لكنه لا يملك في النهاية أمام سطوة سيده الا أن يستجيب لرغباته صاغرا خاضعا.

و ستكون محصلة الظلم الذي يحيق بالأمة ابعادها عن الاسلام، و تكون في هذه الحالة عاجزة عن معرفة حقوقها و التزاماتها و واجباتها. لن تفهم الحرام حتي تبتعد عنه. و لن تسير خلف من ينبغي أن تسير خلفهم لكي يجنبوها المصير البائس الذي يراد جرها اليه.