بازگشت

الزيدية تيار ثوري مناهض للظلم و الانحراف


و كانت (الزيدية) أحد التيارات الثورية المناهضة للظلم و خط الانحراف [1] في تلك الظروف التي كان فيها ذلك الخط ينحدر نحو الهاوية و دولة الظلم قد تمادت الي أبعد حد في جرائمها و شذوذها.

ان الاثر الذي تركته ثورة زيد في الكوفة و يحيي في خراسان كان قويا جدا بل


صاعقا جعل الأمة تلتفت بوضوح الي ما تقوم به زعامات الانحراف، و تعتزم الثبات و الصمود أمام نزعاتها المصلحية الشريرة و التصدي لها بعنف مهما كان الثمن، كما أن أجيالا من المسلمين نشأت علي الولاء و الحب لآل البيت عليهم السلام و خطهم الرسالي السليم الذي رأت انه الخط الوحيد الذي يمكن أن يعصمها من الخطأ و الانحراف.

ان الدعوة للرضا من آل البيت التي رفعها زيد و يحيي و من جاء بعدهما قد لقيت ترحيبا من عموم المسلمين، و قد وجد العباسيون فيما بعد أنها أضمن وسيلة لانتزاع الحكم من الامويين فرفعوها بعد أن قرروا أن يلتفوا حولها و يجردوها من مدلولها الحقيقي.. فالرضا من آل البيت يفهمه المسلمون علي أنه أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام، و سيتاح للعباسيين الادعاء فيما بعد - بعد أن يعززوا سلطتهم و مركزهم أنه أحد الهاشميين و لا يهم أن يكون من ابناء علي أو العباس، ما دام سيبدو امام الأمة متباكيا علي الحسين و زيد و مسلم بن عقيل و يحيي، و ما دام يدعي الحب لأميرالمؤمنين و أولاده من بعده...



پاورقي

[1] ولابد من الاشارة الي اختلاف معظم العقائد و المذاهب التي نشأت بعد ذلک و نسبت للزيدية عن الخط الرسالي الثوري الذين انتهجه زيد بن علي و أولاده و أولاد الحسن بن الامام الحسن عليه‏السلام الذين تناوبوا علي قيادة ذلک الخط بتوجيه غير معلن من أئمة أهل البيت عليهم‏السلام، و کانت بعض المواقف المتأخرة لبعض الزيديين أو من يري رأيهم متناقض مع ذلک الموقف الرسالي الذي وقفه قادة الحرکة في البداية، فقد روي (أن ممن سعي بالامام موسي بن جعفر عليه‏السلام الي السجن هو يعقوب بن داود، و کان يري رأي الزيدية) البحار 210/48. و کان أبوحنيفة أشهر الذين انحرفوا و ساوموا السلطان العباسي بفعل الارهاب أو الرشوة...