كان لا بد للمواجهة الساخنة أن تستمر و أن تشعر دولة الظلم أن هناك من هو علي استعداد لمواجهتها و عرقلة خططها المعادية للمسلمين، و في نفس الوقت كان لا بد من ديمومة الخط الرسالي الصحيح بعلوم الاسلام الحقيقية التي كان يحملها حملا أمينا و واعيا أئمة اهل البيت عليهم السلام، و كانوا هم الوحيدين الجديرين أن ينقلوا هذه العلوم و ينشروها بين المسلمين، و كانوا هم الوحيدين الجديرين أن يتقبل منهم المسلمون ذلك و أن يصدقوهم بعد أن كثر وضاعوا الحديث و مزوروه و المتاجرون به.. و كثر وعاظ السلاطين و شيوخ السوء المتهالكين علي أبواب السلطان.

و هكذا نشأت أكبر مدرسة، بل المدرسة الوحيدة الكبري، لعلوم الاسلام في عهدي الامامين الباقر و الصادق عليه السلام، في فترة بدا فيها أن الانحراف يعيش عهده الزاهر، و كان لا بد من وضع قواعد تلك المدرسة الكبيرة التي كانت أصلا لكل


المدارس الاخري التي ازدهرت و عاشت طيلة عهود الاسلام و الي يومنا هذا... حتي تلك التي انحرفت عنها فيما بعد.