بازگشت

حركة يحيي بن زيد الوليد بن يزيد - اكبر انتهاك لحرمات المسلمين


لقد ظلت البذور التي نثرها زيد تطلع علينا بغرسات مورقة موردة لثوار آخرين ساروا علي نهجه في الدفاع عن الاسلام و القيادة الحقيقية للمسلمين.

ثار من بعده ابنه يحيي الذي كان قد شارك أباه في المواجهة الساخنة في الكوفة و لم يتركها الا بعد أن دفنه و اعتقد أنه أصبح بمأمن من عبث الاعداء.

كانت سنة خمس و عشرين و مائة، و هي السنة التي أعلن فيها يحيي ثورته تشهد بقيادة الوليد بن يزيد الذي أصبح خليفة علي المسلمين بعد وفاة هشام، أكبر انتهاك


لحرمات الاسلام و المسلمين و أكبر خروج سافر عن الشريعة المحمدية.

(كان فاسقا، شريبا للخمر، منتهكا حرمات الله، أراد الحج ليشرب فوق ظهر الكعبة، فمقته الناس لفسقه، و خرجوا عليه) السيوطي - تاريخ الخلفاء 233 (اشتهر بالخمر و التلوط) ص 233 قال عنه يزيد بن الوليد الناقص (بعدا له، أشهد انه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا، و لقد راودني علي نفسي) نفس المصدر 233 و قد رود في مسند أحمد حديث «ليكونن في هذه الامة رجل يقال له الوليد، لهو أشد علي هذه الأمة من فرعون لقومه) ص 234 (و لما ولي الخلافة و أفضت اليه، لم يزدد في الذي كان فيه من اللهو و اللذة و الركوب للصيد و شرب النبيذ و منادمة الفساق الا تماديا وحدا..) الطبري 235/4 (و مما اشتهر عنه أنه فتح المصحف فخرج (و استفتحوا و خاب كل جبار عنيد) فألقاه و رماه بالسهم و قال: تهددني بجبار و عنيد وها أنا ذاك جبار عنيد اذا ما جئت ربك يوم حشر فقل يا رب مزقني الوليد) ابن الاثير 486/4.

و لو أن مؤرخا أرخ لعهود المجون و الاستهتار في العالم لرأي أن عهد الوليد بن يزيد كان هو العهد الذهبي المزدهر الذي فاق فيه (خليفة الله) كل خلقه في هذا المجال و تمادي فيه الي أبعد حد و فتح الباب علي مصراعيه امام من جاؤوا بعده من (خلفاء المسلمين) ليعبثوا و يستهتروا دون اعتبار لأية قيم أو مبادي ء.