بازگشت

العدالة الالهية يجسدها خط اهل البيت


و لعل أولئك الذين أشاروا علي أميرالمؤمنين باقرار معاوية علي الشام و أولئك الذين أخذوا عليه عدالته المتناهية و مواقفة المبدئية من الانحراف، و أولئك الذين لم يحبذوا خروج الامام الحسين لمواجهة يزيد رغم قلة أعوانه و أنصاره و رغم الاحتمال الكبير لتعرضه للقتل و عدم قبوله بمساومة يزيد أو الاعتزال في بلد ناء الي حين. لعل أولئك لو شاهدوا ما تمخضت عنه أمثال تلك المواقف فيما بعد و شاهدوا نتائجها الايجابية التي كانت لصالح المسلمين في كل وقت و التي جعلتهم يفتحون أعينهم جيدا و يرصدون حركات أعداء الاسلام الذين أصبحوا حكاما و قادة للمسلمين...

سيدركون، لو كانوا قد رأوا طلائع المسلمين من كل المذاهب تتطلع باعجاب الي ذلك الخط الرسالي و تنضم اليه، انهم كانوا علي خطأ و أن الرابح الوحيد و الفائز


الوحيد بالنصر و الشهادة كليهما، هو الذي لم يبخل بماله و نفسه في سبيل الاسلام الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لا ذلك الذي وضعه معاوية و مأجوره، و انه جاد بكل شي ء ليظل الاسلام باقيا في نفوس المسلمين الي الابد.

(.. ان علي بن أبي طالب عليه السلام في معارضته، و علي بن أبي طالب في حكمه لم يؤثر علي الشيعة فقط، بل كان يؤثر في مجموع الأمة الاسلامية، علي بن أبي طالب ربي المسلمين جميعا، حضن المسلمين جميعا.. أصبح أطروحة و مثلا أعلي للاسلام الحقيقي. من الذي كان يحارب مع علي بن أبي طالب؟ هؤلاء المسلمون الذين كانوا يحاربون في سبيل هذه الأطروحة العالية، في سبيل هذا المثل الأعلي؟ أكانوا كلهم شيعة بالمعني الخاص؟ لا، لم يكونوا كلهم شيعة. هذه الجماهير التي انتفضت بعد علي بن أبي طالب علي مر التاريخ، بزعامات أهل البيت، بزعامات العلويين الثائرين من أهل البيت، الذين كانوا يرفعون راية علي بن أبي طالب للحكم، هؤلاء كلهم شيعة؟

كان أكثرهم لا يؤمن بعلي بن أبي طالب ايماننا نحن الشيعة، ولكنهم كانوا ينظرون الي علي علي انه المثل الاعلي، انه الرجل الصحيح الحقيقي للاسلام..) [1] .

و هكذا كان الذين أيدوا الحسين عليه السلام و نصروه حتي بعد أن قتل و انضموا الي فضائل الثائرين المكافحة ضد الظلم، لم يؤيدوه لأنهم كانوا شيعة له خاصة، بل لأنهم علموا أنه كان (شيعة) لجده صلي الله عليه و آله و سلم و للاسلام، و انه كان يمثل الخط الصحيح المستقيم المبرأ من الانحراف و الظلم و بعد أن وجدوا فيه مثلا أعلي يتطلعون الي خطه و نهجه علي الدوام، و بعد أن وجدوا أنه كان ينتصر للاسلام بحياته و دمه.


پاورقي

[1] أهل البيت ص 69.