بازگشت

قطعوا الراس و صلبوا البدن


و دفنه أصحابه في حفرة في نهر صغير لكي لا تؤخذ جثته و يمثل بها، الا أن عبدا سنديا دل عليه [1] ، فاستخرجوا الجثة و قطعوا الرأس و أرسلوه الي يوسف بن عمر الذي بعثه بدوره الي هشام (فأمر به فنصب علي باب مدينة دمشق، ثم أرسل به الي المدينة، و مكث البدن مصلوبا حتي مات هشام، ثم أمر به الوليد فأنزل و أحرق) [2] .

و كعادة الطغاة عند ما يتنفسون و تتاح لهم فرصة القضاء علي أعدائهم بمختلف


الاساليب غير المشروعة، فانهم يلجأون الي السباب و الشتيمة و التهديد، و يظهرون بمظهر الابطال الذين لا يغلبون، و قد رأينا عبيدالله بن زياد و قبله زيادا أباه و معاوية سيدهما و غيرهم من الطغاة الذين تسلطوا علي رقاب الأمة بالقهر و الاكراه يلجأون الي هذا الأسلوب [3] . و لا عجب أن يعمد ممثل هشام في العراق الي ما عمد اليه أسلافه فيأتي الكوفة بعد أن قتل زيد ليلقي هذه الخصبة التي تدل علي أنه كان مقتنعا بانحياز أهل العراق عنه و عن أسياده في الشام و كره الشعب المسلم للأمويين.


پاورقي

[1] و قيل ان الذي دل عليه عبد قصار.

[2] الطبري 209/4 و ابن‏الاثير 455/4.

[3] و لا تغيب عن البال خطب الحجاج النارية عندما تنفرج الأزمات و کلماته الوعظية الرقيقة أيام الأزمات و الشدائد...