بازگشت

لا بد من تعرية السلطة و كشف توجهاتها المعادية للاسلام


لم يكن هناك بد من تعرية السلطة الحاكمة و كشف توجهاتها المعادية للاسلام، و السعي لابعادها عن المركز القيادي الذي استولت عليه بأساليبها العدوانية الماكرة.

و لم يكن أسلوب الحكم الذي أراده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و دعا اليه و مهد له بخاف علي الفئة التي استخلفها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من بين جميع المسلمين، و ان استبعدت عن القيادة الفعلية لهم، كما أن الفئة الطليعية التي تنتمي لآل البيت اما بالنسب أو الولاء و العقيدة كانت تدرك ادراكا حقيقيا طبيعة توجهات الاسلام لارساء الحكم القائم علي مبادئه الحقيقية لا ذلك الذي يقوم علي الرغبات و الغرائز المتدنية للفئة التي حاربت الاسلام منذ البداية و لم تنتم اليه الا مكرهة بعد أن دخل الناس في دين الله أفواجا، ثم استطاعت التسلط عليهم و استغلالهم و اعلان حكمها، لا حكم الاسلام عليهم.

كان تشبيه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لال بيته عليهم السلام بسفينة نوح [1] و جعلهم بمنزلة القرآن و اقرانهم به [2] له دلالته الواضحة علي تلك الفئة المنتقاة و المعدة لقيادة المسلمين و تجنيبهم المزالق و المهالك و الاخطار و الانحرافات، فقد كانوا هم القرآن الناطق و أقدر الناس علي فهم كتاب الله و ترجمته و تفسيره و العمل به، و كانوا أجدر الناس الذين كان ينبغي علي الامة أن تتمسك بهم و تضعهم علي رأس السلطة لضمان سلامتها من كل انحراف أو خطأ، فقد أعلن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من قبل أن الاسلام و السلطان اخوان توأمان، لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه، فالاسلام أس و السلطان


حارث، و ما لا أس له يهدم، و ما لا حارث له ضائع) [3] .

و من هنا كانت المطالبة بالخلافة أو السلطة أمرا لا يدخل في دائرة الرغبة الشخصية لأصحاب الحق فيها حتي يحصلوا علي امتيازات و حقوق استثنائية بقدر ما كانت استجابة لأمر الهي يدعو الي أن يكون السلطان حارث، لا مجرد مستفيد من مكاسب جاهزة شقي الآخرون بها و مستغل لها، و أن يحقق عدالة الاسلام بوعي من يمتلك الفهم الحقيقي له و يبدو و كأنه هو الاسلام ذاته.


پاورقي

[1] و هو حديثه صلي الله عليه و آله و سلم «مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح من رکبها نجا و من تخلف عنها غرق».

[2] و هو حديث صلي الله عليه و آله و سلم: «اني تارک فيکم الثقلين أحدهما أکبر من الآخر، کتاب الله حبل ممدود من السماء و الارض، و عترتي أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض). و قد أشرنا الي مصادر هذين الحديثين.

[3] کنز العمال 6/10 (رواه الديلمي).