بازگشت

انحراف بلغ الذروة... علامات علي نهاية حياة دولة الظلم الاموية


لم يدم عمر الدولة الأموية بعد مقتل زيد أكثر من عشر سنين، اذ هزم آخر خليفة أموي مروان بن محمد الحمار في الزاب سنة اثنتين و ثلاثين و مائة أمام القوات العباسية التي كانت ترفع شعارات علوية و تدعو للرضا من آل البيت، و هي دعوة طالما رفعها الثوار العلويون في مقدمتهم زيد رضوان الله عليه فاستهوت الناس و جعلتهم يلتحقون بركب الثوار، و كانت سببا رئيسيا لانتصار العباسيين علي الأمويين.

فالدولة الاموية كانت عند ثورة زيد قد أشرفت علي شيخوختها، بل موتها،


و كان انحراف الحكام الامويين و مرتزقتهم قد بلغ ذروته بعد أن تجاوز عمر تلك الدولة - التي قامت علي أسس بعيدة عن الاسلام بل و مناقضة له - أكثر من ثمانين سنة، و لم يكن من المعقول أن لا يتصدي أحد لتلك الدولة التي بدأت علامات الموت تلوح عليها، و ان بدت مزدهرة في الظاهر، و بدا قادتها - و في مقدمتهم هشام - و كأنهم و صلوا الي ذروة و المنعة... و كان التعرض لها يعني مجازفة كبيرة بنظر أولئك الذين ألفوا الخضوع و الاستسلام و الارتماء بأحضان الحاكم الظالم و اطاعته طاعة عمياء.