بازگشت

توجهات معروفة من قبل القيادة الاموية


و يروي لنا آخرون قصة مشابهة لهذه... (دخل زيد علي هشام، فلما مثل بين يديه لم ير موضعا يجلس فيه، فجلس حيث انتهي به المجلس و قال: يا أميرالمؤمنين، ليس أحد يكبر عن تقوي الله و لا يصغر دون تقوي الله، فقال هشام: أسكت لا أم لك، أنت الذي تنازعت نفسك في الخلافة، و أنت ابن أمة، فقال: يا أميرالمؤمنين: ان لك جوابا ان أحببت أجبتك به، و ان أحببت أسكت عنه، فقال هشام: بل أجب. قال: ان الامهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات، و قد كانت ام اسماعيل أمة لأم اسحاق، فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبيا و جعله للعرب أبا، فأخرج من صلبه خير البشر محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فتقول لي هذا و أنا ابن فاطمة و ابن علي! و قام و هو يقول:



شرده الخوف و أزري به

كذاك من يكره حر الجلاد



منخرق الكفين يشكو الجوي

تنكثه أطراف مرو حداد



قد كان في الموت له راحة

و الموت حتم في رقاب العباد



ان يحدث الله له دولة

يترك آثار العدا كالرماد) [1] .




و لا شك أن الحكام الامويين و أعوانهم كانوا يحاولون دائما النيل من آل علي عليه السلام حتي ذهبوا في ذلك الي حد السباب المقذع، و قد واجهوا زيدا ببعضه كما واجهوا العديدين من آل البيت عليهم السلام، و لا شك ان الحاق الاهانة بهم و التقليل من قيمتهم و أهميتهم بنظر المسلمين بدا أمرا ضروريا و ملحا بنظر القيادة الأموية، الا أننا لا نعتقد من خلال اطلاعنا علي سيرة زيد و مزاياه الشخصية الفريدة و معرفته التامة بتوجهات الائمة من آل البيت، والده علي زين العابدين، و أخيه الباقر و ابن أخيه الصادق عليه السلام انه يمكن أن يستدرج الي موقف انفعالي يعبر فيه عن غضبه علي من وجه الاهانة له و لذويه، بتلك الثورة التي أريق فيها دمه و دماء أصحابه.

و انما نعتقد أنه ثار لجملة من الأسباب الموضوعية رأي معها أنه لا بد له من تلك الثورة، و اذا ما صدرت منه بعض العبارات و الجمل التي تدل علي تذمره من وجود العائلة الاموية علي سدة الحكم، فاننا لا ينبغي أن نحمل ذلك علي انه الأمر الوحيد الذي أثاره، و ان الأمر الآخر هو ابعاده عن مجلس الخليفة أو الحاق بعض الغبن أو الأذي الشخصي به.

فالقصص التي رويت لنا و الاحداث التي ذكرت لا يمكن أن تكون هي دافع زيد للثورة حتي و لو كانت قد وقعت فعلا.


پاورقي

[1] المسعودي 206/3 و اليعقوبي 325/2 و قد ذکرنا بعض المصادر التي ذکرت قصصا مشابهة لهذه. و يروي ابن‏أبي‏الحديد أن هشاما قال له:(فما يصنع أخوک البقرة؟ فغضب زيد حتي کاد يخرج من أهابه، ثم قال: سماه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الباقر و تسمية انت البقرة. لشد ما اختلفتما. لتخالفنه في الآخرة کما خالفته في الدنيا، فيرد الجنة و ترد النار. فقال هشام: خذوا بيد هذا الاحمق المائق فأخرجوه. فأخذ الغلمان بيده فأقاموه. فقال هشام: احملوا هذا الخائن الاهوج الي عامله. فقال زيد: و الله لئن حملتني اليه، لا أجتمع أنا و أنت حيين و ليموتن الاعجل منا). ابن‏ابي‏الحديد / شرح نهج‏البلاغة 315/1 (فخرج زيد من عند هشام و هو يقول: ما کره قوم قط حر السيوف الا ذلوا). خطط المقريزي م 4 ص 309.